أثر مناهج تفسير القرآن الكريم في تفسير الحاخام سعديا جاءون لسفر التكوين

عزة محمد سالم جامعة عين شمس الألسن اللغات السامية ماجستير 2007

                                                "تهدف هذه الدراسة إلى توضيح أثر الفكر العربي الإسلامي بكل مجالاته على المفسر اليهودي سعديا بن يوسف الفيومي، الذى عاش في أحضان البيئة العربية الإسلامية في القرن العاشر الميلادي، وهى فترة خصبة ثقافياً في عهد العرب والمسلمين، وتأثر بكافة مجالات الفكر العربي الإسلامي في ذلك الوقت.

وتبحث هذه الدراسة كيفية هذا التأثر وفي أى المجالات، حيث تبنت الكثير من الدراسات السابقة أعمال سعديا بالبحث والدراسة، نظراً لأهميته في تأسيس فكر يهودي شامل في العصر الوسيط، ولكنها لم تتطرق له كمفسر يهودي. فقد أخذ سعديا عن علماء الاعتزال مناهجهم في تفسير القرآن، وبدأ بها تفسير التوراة ليثبت أنها ديانة عقل ووحي معاً، ذات مصدر إلهي ولا يشوبها أى تحريف، نظراً لحملات الجدل والنقض التى وجهت للتوراة والتلمود في ذلك الوقت من المسلمين وغير المسلمين. كما أن سعديا بهذا التفسير يقدم عملاً فلسفياً ، حيث عرض سعديا في تفسيره موقفه من الكثير من القضايا الفكرية المثارة في ذلك الوقت، والتى شغلت جميع أوساط المسلمين وغير المسلمين في ذلك الوقت، مثل ما يستحق أن ينسب من صفات للذات الإلهية والتجسيم الذى عاب كتب التراث اليهودية في ذلك الوقت، وقضية حرية الإنسان، وقد دمج سعديا كل هذه الأفكار في تفسيره واتى ما يؤيد به الآراء التى يتبناها من التوراة. كما لا يغفل في تفسيره الجانب الجدلى مع الفرق المناهضة للربانيين، الذى كان سعديا رئيسهم في ذلك الوقت، مثل فرقة القرائين والملحد حيوي البلخي. كما تطرقت الدراسة إلى اللغة التى كتب بها سعديا تفسيره وهى اللغة العربية اليهودية، وهى اللغة التى كتب بها اليهود أعمالهم في العصر الوسيط، وهى كتابة اللغة العربية بحروف عبرية، وهى لغة لها سمات خاصة، تميزها عن العربية الفصحى، سجلتها الدراسة.

وكان لا بد قبل توضيح هذا التأثير، التحدث عن مناهج التفسير الإسلامية التى سادت هذه الفترة، وكذلك مناهج التفسير اليهودية قبل سعديا لإظهار الفرق الذى أحدثه سعديا في تفسير العهد القديم."


انشء في: سبت 21 يناير 2012 11:28
Category:
مشاركة عبر