المؤثرات السياسية علي منطقه الخليج العربي منذ الحرب العالمية الثانية وحتي عام 1971م
عبد الله بن ناصر آل ثاني عين شمس الآداب التاريـخ ماجستير 2004
ملخص الدراسة:
تتناول هذه الدراسة والموسومة بـ المؤثرات السياسية على منطقة الخليج العربي منذ الحرب العالمية الثانية حتى عام 1971م" "جميع المؤثرات الخارجية والداخلية والإقليمية على منطقة الخليج العربي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية والتي كانت هي نقطة التحول الكبرى في اتجاهات الدولية نحو منطقة الخليج العربي، لبروزه كمنقطة ذات قوة استراتيجية، واقتصادية، بالغة الأهمية، كما أن الحرب قد تمخضت عن تلاشي الحلف الكبير الذي كان قائماً بين الدول الغربية والاتحاد السوفيتي أثناء الحرب، والذي نتج عنه سعي السوفييت بإصرار كبير نحو اختراق الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أن بريطانيا قد بدأت تتخلى تدريجياً عن مسؤوليتها التاريخية في المنطقة.
ومما لا شك فيه فإن جميع هذه المتغيرات لابد وأن تعكس أثارها على الأحداث الدولية، فمنذ ذلك التاريخ والغرب يسعى لاحتواء المنطقة نتيجة لأهميتها الاستراتيجية والاقتصادية، وخصوصاً مع ظهور الخطر الشيوعي الذي لم يكن يهدد المنطقة بقدر ما كان يهدد المصالح الغربية والأمريكية، ومن ثم ظهرت سياسة الأحلاف العسكرية الغربية في منطقة الشرق الأوسط عامة والخليج العربي خاصة، والتي سعى الغرب من خلالها للسيطرة والهيمنة وتحقيق التفوق الاستراتيجي على الاتحاد السوفيتي.
ولم تكن المؤثرات العربية على منطقة الخليج أحسن حالاً من سابقتها، فقد دخلت منطقة الخليج العربي في عقد الخمسينات والستينات من القرن العشرين، في صراعات مريرة بفضل الشعارات القومية التي أصبحت ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية في محاولة لفرض نظام معين عليها، وقد أثرت إلى حد كبير التغييرات في المجتمع الخليجي بعد النفط في احتواء هذا التيار تنظيمياً وفكرياً، واستطاعت أن تقلل من فاعليته ونشاطه في الخليج العربي.
وكان للتأثير الاقتصادي للنفط في منطقة الخليج العربي دوراً مهماً، فالنفط هو مفتاح فهم السياسة في المنطقة سواء على مستوى القوى المحلية أو الدولية، فلا يمكن تجاهل تأثيره على صنع وتوجيه الأحداث التي تعرضت لها المنطقة منذ اكتشاف هذه الثروة. ومن الواضح أن تأخر بروز النفط كعامل هام في السياسة الإقليمية والدولية، يعود إلى أن منطقة الخليج العربي ظلت ولفترة طويلة تحت نفوذ القوى الكبرى، كما أنه ومنذ اكتشاف النفط في المنطقة والشركات النفطية الأجنبية العاملة فيها تسيطر على شؤون النفط سواء من حيث الإنتاج أو التسويق، ومن ثم عملت الدول الخليجية على التخلص منه خلال هذه الحقبة.
وكذلك وضحت عملية التحول والإحلال في ميزان القوى العسكرية في منطقة الخليج، والتي ظهرت من خلال الانسحاب البريطاني والترتيبات الأمريكية للمنطقة، والسيناريوهات التي سعت لتنفيذها لملء الفراغ الناجم عن انسحاب بريطانيا، وظهور معضلة أمن الخليج العربي.