"ثقافة العولمة وأثرها على ظاهرة الطلاق الوجداني في مصر والسعودية"
حنان مساعد سعد السريحي عين شمس الآداب الاجتماع ماجستير 2006 261
"تنقسم هذه الرسالة إلى: مقدمة، وبابين يحتوي كل منهما على خمسة فصول، وخاتمة.
تناولت المقدمة التعريف بالموضوع وطبيعته وما سوف تتناوله هذه الرسالة من دراسة لطبيعة العلاقة بين ثقافة العولمة وظاهرة الطلاق الوجدانى وكذلك العوامل الداخلية والخارجية التي أدت إلى حدوث هذه الظاهرة في مصر والسعودية وهما مجتمعا الدراسة.
وتناول الباب الأول: الإطـار النظـري للدراسة، وقد جاء في خمسة فصول. تناول الفصل الأول: إشكالية الدراسة وأهميتها وإطارها المفاهيمي، وتناول الفصل الثاني: المدخل النظري للدراسة، وتناول الفصل الثالث: الدراسات السابقة، وتناول الفصل الرابع: العولمة وإشكاليات الأسرة العربية، وتناول الفصل الخامس: الطلاق في المجتمعات الخليجية عوامله وأشكاله.
وتناول الباب الثاني: الدراسة الميدانية: مناقشة النتائج، وقد جاء في خمسة فصول أيضًا. تناول الفصل السادس: الإجراءات المنهجية للدراسة، وتناول الفصل السابع: الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لعينتي الدراسة، وتناول الفصل الثامن: آليات العولمة وتأثيراتها على الأسرة، وتناول الفصل التاسع: مظاهر التفكك الأسري والطلاق الوجداني، وتناول الفصل العاشر: مظاهر تفكك البناء الثقافي للأسرة.
وفى الخاتمة استخلصنا بعض النتائج التي توصل إليها البحث وهي:
1- يرجع علماء الاجتماع تفكك المجتمع إلى عنصر أساسي هو تفكك الروابط الأسرية. فالأسرة هي الدعـامة الأولى في تربية سلوك الطفل وتكيفه للعلاقات الإنسانية، إذ تبدأ فيها تجاربه الأولى فيتأثر بالتفاعل بين أفراد الأسـرة، الأمـر الذي ينعكس بدوره على سلوكه الاجتماعي وتكيفه المستمر في حياته المستقبلية. وعبر هذه الرحلة الطويلة تقوم الأسرة بتنشئة أبنائها، فتنقل لهم القيم والمعايير الموروثة وغير ذلك من المهارات الأساسية التي تؤهلهم للتفاعل المثمر مع غيرهم. وقد تأثرت الأسرة بشكل واضح بالتغيير الثقافي الذي تمليه طبيعة العصر الذي نعيشه الآن، وهو عصر الثورة المعلوماتية في ظل النظام العالمي الجديد ذي القطب الواحد والذي أفرز ظاهرة العولمة التي تحاول أن تفرض ثقافتها و أيديولوجيتها علي شعوب الأرض جميعها.
2- العولمة حركة تستهدف تحطيم الحدود الجغرافية والجمركية وتسهيل نقل الرأسمالية عبر العالم كله كسوق كونية. والعولمة مفهوم يعني حركة انفتاح الحدود الاقتصادية والتشريعات التي تسمح للنشاطات الاقتصادية الرأسمالية بتوسيع حقل عمل ليشمل المعمورة كلها. والعولمة هي حقبة التحول الرأسمالي العميق للإنسانية جمعاء في ظل هيمنة دول المركز وبقيادتها وتحت سيطرتها وفي ظل سيادة نظام عالمي للتبادل غير المتكافئ. والعولمة ظاهرة تشير إلى الانتشار الواسع في كل أنحاء العالم للبضائع والسلع والإنتاج وعمليات التصنيع مما يشكل إعادة صياغة للتقسيم الدولي للعمل. والعولمة شكل جديد من أشكال النشاط يتم فيه الانتقال بشكل حاسم من الرأسمالية الصناعية إلى مفهوم ما بعد الصناعي للعلاقات الصناعية. وعلى الرغم من الاختلافات القائمة حول مفهوم العولمة وتعدد اتجاهاتها ووجود من يؤيدها ومن ينتقدها ويرفضها فإنه من المؤكد أن العولمة شئنا أم أبينا أصبحت ظاهرة موجودة ولها تأثيرها في الشعوب والأمم والمجتمعات باختلاف توجهاتها وثقافتها حيث يهدف النظام العالمي الجديد إلى تنميط العالم ثقافيا وخلق المواطن العالمي بغض النظر عن مكانه أو هويته القومية والثقافية. وقد أثبت هذا البحث ارتباط ظاهرة الطلاق الوجداني بثقافة العولمة وبيان عوامل ظهور هذا النوع الذي يظل فيه الزوجان بدون انفصال رسمي، في حين تتحول الأسرة إلى مؤسسة خالية من المشاعر والأحاسيس والعاطفة والدفء المطلوبَيْن لأداء دورها في المجتمع. وقد استطاعت الدراسة أن تكشف عن طبيعة العلاقة بين ثقافة العولمة وظاهرة الطلاق الوجداني وكذلك العوامل الداخلية والخارجية التي أدت إلى حدوث هذه الظاهرة في مصر والسعودية وهما مجتمعا الدراسة. وهكذا فقد عالجت الباحثة في هذا البحث طبيعة موضوع الأسرة معالجة خاصة بشكل موسع على جوانبها في ميدان علم الاجتماع، وأوضحنا بعض النظريات التي طرحها علماء الاجتماع والتي يمكن تطبيقها في تفسير التغيرات التي تحدث في أنماط الأسرة، ومن أهم هذه النظريات: النظرية البنيوية الوظيفية، والنظرية التفاعلية الرمزية، ونظرية الصراع. وقد ركزت الباحثة في هذا الفصل على النهج الوظيفي والنهج التفاعلي لدراسة التحولات الاجتماعية الحديثة على هاتين النظريتين وعلاقة هذه التحولات بظاهرة الطلاق الوجداني. وتعرضت الباحثة لأهم القضايا النظرية الخاصة بدراسة الأسرة كنسق دينامي، والتوازن والاختلال داخل النسق والتفكك الأسري الناتج عن الانفصال الإرادي لأحد الزوجين. كما تناولت اغتراب المرأة في علم الاجتماع المعاصر، وتعريفه الإجرائي الذي يشتمل على أربعة عناصر أساسية هي: عدم الفعالية، والخلو من المعنى، والعزلة، والغربة الذاتية. وأخيرًا عالج هذا الفصل عوامل ظهور العولمة والرؤى المختلفة حولها، وجذورها، وخصائص النظام العالمي الجديد وتراجع دور الدولة. وهكذا يتضح لنا مما سبق أن الإنسان يدفع ثمنا باهظا في عديد من المجالات نتيجة تغليب الاعتبارات الاقتصادية على ما عداها في ظل العولمة، وتأتي في طليعة هذه المجالات القضايا المتصلة بالدين والأسرة والطبيعة. وقد أصبحت الأسرة عرضة لمعاول الهدم والنقض، وهذا الهدم يطال بدرجة كبيرة الكثير من حصون العرب والمسلمين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وهذه هي التحديات التي تواجه الأسرة في عصر العولمة، فوضعية المرأة العربية في عصر العولمة تتعرض كل يوم لمستجدات تؤثر في بنية المجتمع ونواته الأولى: الأسرة العربية، مادمنا نتفق على أن المرأة (الزوجة) هي الضلع الثاني في تكوين أي أسرة مع الرجل (الزوج) والأبناء. وهذه المستجدات ذات أبعاد متعددة ربما كان أهمها وأخطرها على الإطلاق البعد الثقافي.
3- تُظهر الإحصائيات ارتفاعاً في نسب الطلاق، ويذكر البعض نسباً تصل إلى 35% في الكويت، و40% في دولة الإمارات، و45% في السعودية. وذلك من خلال معالجة: أولاً: أسباب الطلاق، ثانياً: نظام الزواج، ثالثاً: نظام القرابة، رابعاً: أزمة الطلاق، خامساً: مشكلة الطلاق، سادساً: بوادر الطلاق، سابعاً: أنواع الطلاق، ثامناً: أسباب الطلاق، تاسعاً: آثار الطلاق على المطلق وعلى المطلقة وعلى الأسرة. ونستنتج من التحليلات السابقة أن الشريكين لا يرتبطان اعتباطا أو جزافاً، بل يبدأ رباطهما من وجود جاذبية واحدة أو أكثر عند أحدهما تثير جاذبية الآخر فتفتح باب الارتباط القانوني وهو الزواج بشكله الرسمي، وغالباً ما تكون الجاذبية الخارجية - جمالية الهيئة الجسدية والشكل العام للوجه - عند الشريك الأنثوي ينجذب نحوها الشريك الذكرى الباحث عند تلك الهيئة الجسدية ومن ثم تحرك هذه الجاذبية جاذبيات أخرى عنده مثل الجاذبية الاجتماعية - اعتبار ومقام الأنثى - والجاذبية الثقافية - التحصيل الدراسي - والجاذبية الاقتصادية - الدخل المالي - وبعد الاقتران تظهر الجاذبية الداخلية أي المزاج والعاطفة والميول والمواقف الذاتية والهوايات، وقد تتحول الأخيرة – في نظر الشريك الذكرى – إلى عامل طرد بينهما وليس عامل جذبهما فتقلل من أهمية الجاذبيات الأخرى فتعتم عليها بريقها وقوة سحرها. والحالة متشابهة عند الشريك الأنثوي التي تجذبها الجاذبية الخارجية ثم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وبالتالي الداخلية التي بدورها تظهر بفاعلية جذبية أو تتحول إلى فاعلية طاردة تقلل من دور الجاذبيات المتوفرة عند الشريك الذكرى.
4- وقد ظهر من الدراسة الميدانية ومن خلال مناقشة النتائج والإجراءات المنهجية للدراسة وأهداف الدراسة أن هذه الدراسة كانت تسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف وقد اتبعت الباحثة طريقتين من طرف البحث الاجتماعي وهما: طريقة تحليل المضمون، وطريقة المسح الاجتماعي. أما متغيرات الدراسة: فطبقاً لطبيعة الدراسة وتساؤلاتها وأهدافها فإننا نبحث أولاً عن تعريف متغيرات ومحاور الدراسة التي نقيس من خلالها الظاهرة تحت البحث وهي الطلاق الوجداني تحت تأثير تيار العولمة. وطبقاً لعنوان الرسالة وهو ""ثقافة العولمة وأثرها على ظاهرة الطلاق الوجداني في مصر والسعودية"" فإننا نجد لدينا متغيران أساسيان لكل منهما أبعاده المميزة وهما: أولاً: المتغير المستقل: الذي يفترض أنه الذي يحدث التأثير وهو العولمة وثقافتها وآلياتها. وثانياً: المتغير التابع وهو الذي يتبع تغيرات المتغير المستقل وهو الظاهرة تحت الدراسة وهي الطلاق (الانفصال) الوجداني وهي أحد مظاهر التفكك الأسري. ولاشك في أن الكشف عن بعض الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، فضلاً عن الظروف السكنية لعينتي الدراسة من السعوديين والمصريين، يمثل مطلباً مهماً في الدراسة الراهنة، وذلك لمعرفة الفروق والاختلافات بين عينتي الدراسة فيما يتعلق بظروفهم الاجتماعية والاقتصادية والسكنية من ناحية، وكذلك معرفة تأثير تلك الاختلافات والفروق على اتجاهاتهم نحو ظاهرة الطلاق الوجداني من ناحية، ومعرفة مدى تأثرهم بالعولمة من ناحية أخرى.
5- إن انتشار العولمة والتغيرات التي تعرضت لها الأسرة العربية بصفة عامة نتيجة للعولمة قد تجاوزت بنية الأسرة إلى وظائفها الأساسية. وثمة آليات عديدة تمارس القوى العالمية من خلالها تلك التأثيرات، من تلك الآليات: الفضائيات، الإنترنت، الانتشار السريع لأجهزة المحمول، هذه الوسائل المختلفة أحدثت تأثيرات عديدة في منظومة القيم الاجتماعية، كما أنها أفرزت توجهات سلوكية جديدة تزايد انتشارها خلال السنوات الأخيرة بفعل تأثير العولمة. وقد أوضحنا ذلك من خلال البيانات والتحليلات الميدانية الواردة بالجداول المثبتة في الباب الثاني من الرسالة. وتكشف البيانات التي تتعلق بتوزيع عينة الدراسة بالنسبة لاهتمام الزوجين بالتحدث معاً ومناقشة مشكلات الأسرة عن أنه على الرغم من أن النتائج توضح أن معظم الأسر تفعل ذلك، إلا أنه بمقارنة إجابات الزوجين على بنود الاستبيان يتبين الكثير من الاختلافات التي تجعل هذه النتيجة لا تعبر عن حقيقة العلاقة بينهما، وإنما هي من قبيل محاولة الظهور بالمظهر المثالي. كما أوضح البحث مظاهر تفكك البناء الثقافي للأسرة، ويمكن تحقيق هذا الهدف من خلال بعض المحاور تتمثل في: مدى الالتزام بالعادات والتقاليد الأسرية، وآراء المبحوثين واتجاهاتهم نحو ظاهرة خروج المرأة للعمل، وكذلك اتجاهاتهم وآرائهم في قضية تنظيم النسل، ومعدلات إنفاق الأسرة المعاصرة ومدى اختلاف تلك المعدلات عن السنوات السابقة، وأيضاً آرائهم في قيم المنفعة الشخصية كدوافع أساسية لسلوك أفراد المجتمع، فضلاً عن آرائهم في قيم الطاعة واحترام كبار السن، وآرائهم حول مدى استقرار النظام العائلي وثباته في المجتمع المعاصر. هذا إلى جانب الكشف عن مدى تأثير الفضائيات في المفاهيم والقيم المتوارثة، ومدى انتشار التعليم الأوروبي والأمريكي في المجتمع، ومدى تأثير السفر للخارج في تغيير الكثير من العادات والتقاليد، ومدى تأثير العولمة على طموحات الشباب وضعف انتمائهم للوطن. وكذلك آرائهم في مدى تصنيف أسرهم، هل هي أسرة تقليدية أو انتقالية بمعنى أنها تمر بمرحلة تجمع فيها بين التقليدية والحداثة، أو هي أسرة حديثة عصرية؟، وأخيراً الكشف عن العلاقة بين مؤشرات تأثر الأسرة بالعولمة ومؤشرات الانفصال الوجداني، ومدى العلاقة بين تأثير الفضائيات ومؤشرات الانفصال الوجداني، وكذلك العلاقة بين التأثر بالإنترنت ومؤشرات الانفصال الوجداني، والعلاقة بين التأثر بالعولمة ومؤشرات الانفصال الوجداني. كما تكشف البيانات والتحليلات الإحصائية الواردة بالبحث عن العلاقة الطردية بين مؤشرات العولمة ومؤشرات الانفصال الوجداني في عينة الدراسة."
انشء في: أحد 23 ديسمبر 2012 18:27
مشاركة عبر
أخر الإضافات
أخر الملخصات المضافة