فعالية برنامج قائم على الإشراف العيادي في تنمية بعض الكفايات التربوية لدى موجهي اللغة العربية بالمرحلة الثانوية
أسماء سيد محمود جبر’ . البنات ,عين شمس, مناهج وطرق تدريس لغة عربية, دكتوراه 2009 207 12/10/2009
- مقـدمـــة :
تطورت الأساليب التربوية في عصرنا الحاضر تطوراً هاماً جداً ، فهذا التطور في أساليب التربية والتعليم لم تأت إلا نتيجة حتمية لتغلغل الفلسفة الديمقراطية في التربية. وهكذا فإن هذه التطورات تجعلنا ملزمين بتبديل فكرتنا عن الإشراف التربوي ونظمه وأساليبه، وإلا أصبح عائقاً يحول دون تطبيق الأساليب التربوية الحديثة في مدارسنا.
فالإشراف التربوي ينبغي أن يكون خدمة تعاونية هدفها الأول دراسة الظروف التي تؤثر في عمليتي التربية والتعليم، والعمل على تحسين هذه الظروف وفقاً لما تقضي به الأساليب الناجحة، فالإشراف التربوي يتعامل مع أهم أقطاب العملية التربوية المعلم والطالب وتأتي أهمية الإشراف التربوي من أهمية المعلم الذي يُعَد حجر الأساس في العملية التربوية وهو الذي يقوم بعملية التدريس ويكون أكثر احتكاكاً وقرباً من الطلاب الذين هم رجال المستقبل وبناته ولأهمية المعلم في العملية التربوية فإن الإشراف التربوي يعمل جاهداً على تطوير وتحسين المهارات التدريسية للمعلم.
ويعتبر نقص القوى البشرية ذات الكفايات الأدائية العالية، من أهم المشكلات المتصلة بتدريب هذه القوى؛ لذا يعتبر الموجه إذا ما أحسن إعداده وتدريبه أحد محاور العملية التعليمية، فعليه يقع عبء تطوير أداء المعلم، ويعتبر الإشراف العيادي من الاتجاهات الحديثة للإشراف، حيث تم بناء برنامج باستخدام الإشراف العيادي لتنمية بعض الكفايات التربوية لدى موجهي اللغة العربية بالمرحلة الثانوية.
ويُعَد الموجه حلقة الوصل بين المعلم وبين الجهة المسئولة عنه فنياً لأنه يقوم بملاحظة المعلم وتقويمه صفياً لكي ينهضا معاً بالعملية التعليمية التربوية التي تساير التغير والتطور اللذين أصبحا سمة من سمات هذا العصر الموسوم بالثورة التكنولوجية والتقدم العلمي السريع ونتيجة لذلك أصبحت كلمة التطوير من الكلمات الكثيرة الاستعمال في كل مجالات الحياة ويتداولها المختصون في مجال التربية عند حديثهم عن تطوير أساليب الإشراف التربوي الذي نحن بصدده في هذا البحث.
فالإشراف التربوي ينبغي له أن يكون مرشداً للمعلم، وعلى الموجه التركيز أولاً وقبل كل شيء على الجوانب الإيجابية في عمل المعلم وإطرائها، قبل التعرض إلى الجوانب السلبية إن وجدت، شرط أن يكون ذلك بأسلوب تربوي لا يمس أو يجرح المعلم، ويثبط عزيمته فتكون النتيجة على عكس ما توخاه الموجه، والمهم هنا أن يكون دور الموجه التنبيه إلى الأخطاء بأسلوب مهذب، ومساعدة المعلم على تجاوزها. فلم تعد الزيارات الصفية المفاجئة لتصيد أخطاء المعلم تفي بالغرض فهي لا تؤدي إلى تحسن حقيقي في العملية التعليمية بقدر ما تؤدي إلى فشل فيها، وخلق معلمين مخادعين ومخدوعين، وغالباً لا يُطْلِع الموجه المعلم على نواحي القصور الحقيقية لديه نظراً لانعدام الثقة المتبادلة بينهما ولا تتاح الفرصة للموجه ليَطَّلِع على المستوى الحقيقي للأداء، فتكون تقديراته وبياناته غير دقيقة ولا تعكس الواقع بأي حال من الأحوال، وقد تطورت أساليب الإشراف التربوي بحيث أصبحت أقدر على النهوض بالجانب الإنساني للمعلم، وأصبح التوجيه والإشراف عملية تعاونية يشارك فيها المعلم بصورة إيجابية فعالة، في وضع الأهداف والتخطيط لها والتنفيذ والتقويم كما هو واضح في الإشراف العيادي.
ونظراً لما يتمتع به الإشراف العيادي (الإكلينيكي) من أهمية قصوى في توجيه المعلم ومعالجة المشكلات التي تواجهه أثناء التدريس حيث يعتمد هذا الإشراف على التوجيه والتقويم والمتابعة، ولذا يستلزم تفعيل هذا الاتجاه من الإشراف في المجال التربوي لمعالجة أوجه القصور التي تعوق نمو المعلم المهنية وتقلل كفاءته في التدريس، من خلال مراعاة استخدام مجموعة من الخطوات تبدأ بإقامة علاقة طيبة مع المعلم ثم التخطيط المشترك للموقف التعليمي، وتحديد المعلومات التي يجمعها الموجه في أثناء الملاحظة والتحليل، وتنتهي هذه الخطوات بالتغذية الراجعة، فكل خطوة من خطوات هذا العمل يقومها ويتابع نتائجها للتعرف على جوانبها، وإيجاد الطرق والأساليب لمعالجتها.
2- مشكــلة البحث :
وتتحدد مشكلة البحث في: أن هناك قصوراً في عملية الإشراف التربوي على معلمي اللغة العربية؛ ويرجع ذلك إلى ضعف الكفايات التربوية لدى موجهي اللغة العربية بالمرحلة الثانوية؛ وذلك نتيجة لغياب البرامج القائمة على الكفايات والتي تنقصها فلسفة واضحة في ضوء الاتجاهات الحديثة مثل الإشراف العيادي.
وللتصدي لدراسة هذه المشكلة، يحاول البحث الإجابة عن التساؤل الرئيس التالي :
- ما فعالية برنامج قائم على الإشراف العيادي في تنمية بعض الكفايات التربوية لدى موجهي اللغة العربية بالمرحلة الثانوية ؟
ويتفرع من هذا السؤال الأسئلة التالية :
1- ما الكفايات التربوية اللازمة لموجهي اللغة العربية في المرحلة الثانوية ؟
2- ما أسس برنامج قائم على الإشراف العيادي في تنمية بعض الكفايات التربوية لدى موجهي اللغة العربية بالمرحلة الثانوية ؟
3- ما مكونات برنامج قائم على الإشراف العيادي في تنمية بعض الكفايات التربوية لدى موجهي اللغة العربية بالمرحلة الثانوية ؟
4- ما تأثير برنامج قائم على الإشراف العيادي في تنمية بعض الكفايات التربوية لموجهي اللغة العربية بالمرحلة الثانوية ؟
3- حـــدود البحث :
يقتصر البحث الحالي على :
1 –تم تطبيق أداة البحث في محافظة الفيوم وهي إحدى محافظات جمهورية مصر العربية.
2 – اقتصر البحث على موجهي اللغة العربية بمحافظة الفيوم، وعددهم خمسة وعشرين.
3- المرحلة الثانوية: وذلك لأن حاجة المعلمين فيها إلى التدريب أكثر، لعمق المادة اللغوية والأدبية المقدمة فيها، وتنوع فروعها، وتعدد طرائقها، مما يستدعي موجهاً مدركاً للاتجاهات الحديثة للإشراف، حتى يكون قادراً على مساعدة المعلمين، وتذليل الصعوبات التدريسية لهم، ولذلك نجد من الأهمية تطوير مهارات الإشراف لديهم.
4- تم تطبيق البرنامج على الصف الثاني الثانوي لمدة فصل دراسي كامل.
5- تم اختيار فرعين من فروع اللغة العربية وهما النحو والقراءة حيث نجد أن:
فرع النحو يشغل مكانة بارزة بين المواد الدراسية عامة وفروع اللغة العربية خاصة فهو العلم الذي تميزت به اللغة العربية عن غيرها من اللغات، فلا قيمة للغة من غير النحو، فهو الضابط على الاستخدام اللغوي الصحيح وفهم واستيعاب المقروء فالإعراب في النحو يوضح المعنى ويبينه ويفسر دلالاته وهو الفرع الذي يواجه المعلم صعوبات في تدريسه ويعاني الطلاب من مشكلات في تعلمه.
أما بالنسبة للقراءة فأنها أعظم ما لدى الإنسان من مهارات، فهي وسيلة الفرد للتنمية الفكرية والوجدانية، وهي في ذات الوقت وسيلته لتحقيق المتعة والتوازن والاستقرار النفسي، وقد اعتبرت كذلك المدخل الحقيقي لتعليم اللغة. والإنسان لا يستطيع أن يتعلم ما يتعلم من فروع المعرفة إلا إذا كان متمكناً من المهارات القرائية. وبالرغم من أهمية القراءة فأن نسبة كبيرة جداً لا يجيدون القراءة في جميع المراحل التعليمية فالضعف القرائي وصل مع الطالب إلى الجامعة.
4- أهــداف البحث :
يهدف البحث إلى وضع برنامج تدريبي لموجهي اللغة العربية بالمرحلة الثانوية قائم على الإشراف العيادي، وتجريبه لبيان فعاليته في تنمية الكفايات التربوية المعرفية والمهارية والمهنية لهؤلاء الموجهين.
5-إجــراءات البحث :
للإجابة عن أسئلة البحث تم اتباع الخطوات الآتية:
وللإجابة عن السؤال الأول وهو: ما الكفايات التربوية اللازمة لموجهي اللغة العربية في المرحلة الثانوية ؟ سيتم القيام بعمل الإجراءات التالية:
1- مسح للدراسات والبحوث السابقة الخاصة بالإشراف التربوي، ودور الموجه وتنمية الكفايات التربوية، ومعوقات الإشراف التربوي، وكذلك الاتجاهات الحديثة في الإشراف التربوي، وأيضاً الإشراف التربوي في مجال اللغة العربية.
2- إعداد قائمة بالكفايات التربوية اللازم تنميتها لدى موجهي اللغة العربية بالمرحلة الثانوية، والتعرف على آراء موجهي ومعلمي اللغة العربية بالمرحلة الثانوية في تلك القائمة وتعديلها.
وللإجابة عن السؤال الثاني وهو: ما أسس بناء البرنامج التدريبي المقترح وفق أسلوب الإشراف العيادي لموجهي اللغة العربية بالمرحلة الثانوية بالفيوم ؟
سيتم القيام بعمل الإجراءات التالية:
• تحديد أسلوب الإشراف الحديث المستخدم في البرنامج وهو الإشراف العيادي.
• تحديد أسس البرنامج القائم على الإشراف العيادي وفلسفته.
وللإجابة عن السؤال الثالث وهو: ما مكونات البرنامج المقترح وفق أسلوب الإشراف العيادي لموجه اللغة العربية بالمرحلة الثانوية ؟
سيتم القيام بعمل الإجراءات التالية من خلال بناء أدوات الدراسة.
بناء أدوات الدراسة :
1- بناء برنامج للموجهين قائم على الإشراف العيادي ليحقق الأهداف المرجوة منه وعرضه على مجموعة من السادة المحكمين المتخصصين لضبطه، وتحديد مكوناته.
ويشتمل إعداد البرنامج المقترح على :
• أسس إعداد البرنامج المقترح.
• الإطار الفلسفي للبرنامج.
• تحديد أهداف البرنامج المقترح.
• تحديد محتوى البرنامج المقترح.
• إعداد دليل الموجه في موضوعات البرنامج المقترح.
• الأساليب التدريبية المستخدة في البرنامج المقترح.
• الأنشطة التعليمية المتضمنة في البرنامج المقترح.
• الوسائل التعليمية المستخدمة في البرنامج المقترح.
• الخطة الزمنية لتدريس موضوعات البرنامج المقترح.
• أساليب التقويم المستخدمة في البرنامج المقترح.
• إعداد دليل لموجه اللغة العربية الخاص بإجراءات تدريس البرنامج القائم على الإشراف العيادي.
2- إعداد اختبار معرفي لقياس الجانب المعرفي للكفايات التربوية لدى موجهي اللغة العربية بالمرحلة الثانوية، والتأكد من صدقه وثباته بالأساليب الإحصائية المناسبة.
3- إعداد بطاقة ملاحظة لملاحظة أداء موجهي اللغة العربية وقياس الجانب المهاري والمهني للكفايات التربوية لدى موجهي اللغة العربية بالمرحلة الثانوية،والتأكد من صدقها وثباتها بالأساليب الإحصائية المناسبة.حساب صدق وثبات الاختبار التحصيلي وبطاقة الملاحظة.
وللإجابة عن السؤال الرابع وهو: ما فعالية برنامج قائم على الإشراف العيادي في تنمية بعض الكفايات التربوية لموجهي اللغة العربية بالمرحلة الثانوية ؟
ويتمثل في خطوات تطبيق البرنامج في ضوء ما يلي :
الجانب التجريبي :
1. تحديد التصميم التجريبي الملائم لمجموعتي الدراسة من الموجهين (الضابط والتجريبي).
2. التطبيق القبلي لأداتي تقويم البرنامج (الاختبار التحصيلي - بطاقة الملاحظة).
3. دراسة الموجهين للبرنامج من خلال دليل الموجه، وورش العمل المعدة لذلك.
4. التطبيق البعدي لأداتي تقويم البرنامج.
5. مقارنة نتائج التطبيقين (القبلي والبعدي)؛ لبيان مدى فعالية البرنامج في تنمية بعض الكفايات التربوية لدى موجهي اللغة العربية بالمرحلة الثانوية.
6. رصد النتائج وتفسيرها.
وتتلخص نتائج الدراسة فيما يأتي :
1- أثبتت فعالية البرنامج المقترح في تنمية الكفايات المعرفية لدى موجهي اللغة العربية بالمرحلة الثانوية.
2- أثبتت فعالية البرنامج المقترح في تنمية الكفايات المهارية والمهنية (الإدارية) لدى موجهي اللغة العربية بالمرحلة الثانوية.
6- أهميـــة البحث :
قد أسهم البحث الحالي بما يلي :
1- قدم البحث الحالي إطاراً نظرياً متعلقاً بالإشراف التربوي، وأهدافه، وأساليبه، والاتجاهات الحديثة في الإشراف عامة والإشراف العيادي خاصة، والكفايات التربوية اللازمة لموجهي اللغة العربية.
2- أفادت نتائج هذا البحث موجهي اللغة العربية في التعرف على إحدى الأساليب الحديثة في الإشراف، وتطبيقها مما يزيد من فاعلية العملية الإشرافية في المرحلة الثانوية.
3- أفاد البرنامج المقترح موجهي اللغة العربية في تطوير كفاياتهم الإشرافية في المرحلة الثانوية.
4- أفاد البحث الحالي المعلم في اكتساب الكفايات التربوية اللازمة له، عندما يصبح مشرفاً تربوياً.
5- أفاد البحث الحالي الطالب حيث أنه يسعى إلى رفع كفاءة المعلم التدريسية، مما ينعكس على الطلاب ويجعلهم أكثر إيجابية.
6- يعد هذا البحث نواة في مجال الكفايات التربوية اللازمة لموجهي المواد المختلفة، وتمهد لإجراء المزيد من البحوث والدراسات الأخرى.
مشاركة عبر
أخر الإضافات
أخر الملخصات المضافة