تقييم خامات و تقنيات البناء التقليدية بالمباني الأثرية الإسلامية بمصر وتطويرها لإعادة استخدامها في الترميم

عادل سعد أحمد حرفوش القــاهرة الآثار الترميم دكتوراه 2009

ملخص الدراسة:

    إن التراث الأثري هو أثمن ما تملكه الأمم .. فهي الجذور التي تؤكد امتداد الأمة في أعماق الماضي وتُثبت بقاءها في الحاضر وتحفزها على البقاء في المستقبل ..

  ومما لاشك فيه إن المبنى الأثري هو أهم عناصر التراث الأثري ، فالمبنى الأثري هو كتاب مفتوح ترى فيه روح الماضي ، وفلسفته وفنونه بل وعقائده .

   لذا فإن الحفاظ على التراث الأثري - بشكل عام والمبنى الأثري بشكل خاص – هو حفاظ على بقاء روح الماضي وحافز على النمو في المستقبل بشرط أن تراعى قيم الأصالة ( أصالة المادة ؛ أصالة الموقع ؛ أصالة الحرفة) لأن قيمة الأثر تكمن في أصالته ، ولذا فلا بد وأن يكون الهدف من الترميم والصيانة هو الحفاظ على تلك الأصالة ... فقد يصبح الترميم تدميراً- بدلاً أن يكون حفاظ وصيانة - إذا أضاع تلك الأصالة

  ولأن خامات ومونات البناء بالمبنى الأثري هي عُرضة للبيئة المحيطة بما تحتويه من عوامل وقوى تلف وبالتالي هي الأكثر احتياجاً للصيانة والترميم .. وهي المادة التي يتعامل معها المرمم أثناء عمليات الصيانة والترميم بشكل مباشر......فإن هذه الخامات والتقنيات التي استخدمت في البناء هي أكثر مكونات المبنى الأثري احتياجاً للدراسة والتقييم والتحليل للوصول إلى المعايير العلمية الدقيقة لترميم وصيانة هذه الخامات والمونات في ضوء الحفاظ على الأصالة ( أصالة المادة ) كقيمة لا يمكن التنازل عنها .

ومن الجدير بالذكر أن المبنى الأثري يتكون من العناصر الإنشائية التالية الأساسات، والحوائط الحاملة والكمرات (عتب مستقيم – عقد عاتق – عقود بأشكالها المختلفة ) ، والأسقف بأنواعها وتفاصيلها المختلفة فضلاً عن ما تحمله هذه العناصر الإنشائية من عناصر ووحدات زخرفية . ومن المؤكد أن لكل مكون من هذه المكونات خاماته ومكوناته وتقنياته التي تُناسب المكون وطبيعة المبنى وبيئته وعصره . ويحتاج كل مكون من هذه المكونات دراسات مستفيضة لتقييم خاماته وموناته وتقنياته بالشكل الذي لا تتسع له رسالة علمية بمفردها بل تحتاج الي رسائل عديدة لذلك اقتصرت الدراسة على دراسة لتقييم خامات وتقنيات البناء التقليدية بالعصور الإسلامية بمصر مع التأكيد على أن المقصود بالبناء هو بناء الحوائط الحاملة ، ولقد تم اختيار هذا الموضوع ليكون موضوع الدراسة لعدة أسباب من أهمها :-

أولاً :- حيث أن العصر الإسلامي بمصر تميز بكم هائل من التراث المعماري المتنوع من الطرز المعمارية وأحجام المباني وارتفاعاتها وأغراض الإنشاء وبالتالي التنوع الشديد في الخامات المستعملة ومونات وتقنيات البناء ، ونظراً للكم الضخم المتبقي من هذا الثراث المعماري الإسلامي بالقاهرة والأقاليم مثل رشيد وفوة فقد وفر مادة خصبة لمثل هذه الدراسات ، هذا فضلاً على أن مشروعات ترميم التراث المعماري الإسلامي بمصر خاصة القاهرة التاريخية قد أثارت جدلاً شديداً حول الخامات والتقنيات المستخدمة في ترميم هذه المباني الإسلامية وخاصة الحوائط الحاملة مما احتاج إلى دراسة علمية لتقييم خامات وتقنيات البناء التقليدية وإعادة استخدامها في أعمال الترميم .

ثانياً :-أن الحوائط الحاملة هي أهم العناصر المعمارية بالمبنى الأثري وذلك للأسباب الآتية :-

 

• تقع على الحوائط الحاملة كثير من الأحمال والضغوط الناتجة عن حملها لحوائط الأدوار العليا والأسقف وما قد تحمله من أحمال أخرى ، حيث تقوم الحوائط الحاملة بنقل وتوزيع الأحمال على الأساسات التي تقوم بدورها بنقل وتوزيع الأحمال على التربة الحاملة ، فالحوائط الحاملة هي الوسيط الذي يقوم بنقل وتوزيع أحمال المبنى الأثري على الأساسات وتتوقف عليها مقاومة المبنى الأثري للضغوط الواقعة عليه .


انشء في: أربعاء 16 أغسطس 2017 07:37
Category:
مشاركة عبر