"حقوق الإنسان في مناهج التربية الدينية الإسلامية في مراحل التعليم العام "" دراسة تقويمية

"خلق الله الإنسان واستخلفه في الأرض ليقوم فيها بالعبادة بمعناها الشامل ، لقوله تعالى "" هو الذي جعلكم خلائف في الأرض "" (فاطر : 39) ، فيسهم بإيجابية وفاعلية في عمارة الأرض وترقيتها- ويحيا فيها وفق منهج الله، ولكي يحقق الإنسان ذلك على الوجه الصحيح ، لا بد من تربيته تربية إسلامية، إذ هي الأساس الأول والأخير لتربية الإنسان.

وتنبع أهمية التربية الإسلامية من أهمية الدين الإسلامي ، لما فيها من علاقة وثيقة ، فالإسلام هو المصدر الأساسي الذي يستخدمه المجتمع الإسلامي فلسفة تربيته وأهدافها وأسس التخطيط لمستقبلها ، وأسس مناهجها وطرق تدريسها ووسائلها وأساليب تدريسها ونظمها .

إن الهدف الشامل لمنهج التربية الدينية الإسلامية هو : إيصال الإنسان المسلم إلي درجة كماله التي هيأه الله لها ، حتى يكون قادراً علي القيام بحق الخلافة في الأرض عن طريق الإسهام بإيجابية وفاعلية في عمارتها وترقية الحياة علي ظهرها وفق منهج الله .

ولكي يكون الإنسان المسلم قادراً علي القيام بهذا الدور ، فلا بد أن يعرف حقوقه وواجباته، لتحقيق ذاته .

ويعتبر الإسلام هو أول من قرر المبادئ الخاصة بحقوق الإنسان في أكمل صورة وأوسع نطاق منذ أربعة عشر قرناً من الزمان وكان ذلك جلياً في خطبته صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع "" إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة بلدكم هذا ، في يومكم هذا في شهركم هذا ...... "" .

لذا ينبغي تدريس حقوق الإنسان بطريقة منظمة ومباشرة تسمح بالوصول إلي عدد كبير من المتعلمين من خلال تدريس مقرر خاص أو تضمين المقررات الأخرى مثل الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية واللغة العربية لمفاهيم حقوق الإنسان ويأتي علي رأسها التربية الدينية الإسلامية.

الإحساس بالمشكلة:

تعد التربية الدينية الإسلامية الرحم الفكري والثقافي الذي يصنع الإنسان ويمكنه من مواجهة الحياة وتحدياتها وماينتابها من تغيير في نظمها وعاداتها وتقاليدها.

ومن منطلق أهمية موضوع حقوق الإنسان في الإسلام وضرورة ظهوره واضحاً في فلسفة المنهج وأهدافه وطرق تنفيذه ، قامت الباحثة بالاطلاع علي مناهج التربية الدينية الإسلامية في جميع مراحل التعليم (ابتدائي – إعدادي – ثانوي) قد وجدت الباحثة قصوراً ملحوظاً في تناول مبدأ حقوق الإنسان في الإسلام باستثناء بعض الفصول في بعض الصفوف الدراسية في قصص التربية الدينية الإسلامية ولكن بصورة سردية لا تتناسب مع أهمية ممارستها فعلياً ، مما يحتاج إلى تدقيق علمي من خلال هذه المشكلة:"