دراسات على الديدان الطفيلية في القوارض من الكويت
عين شمس بهيجة إسماعيل البهبهاني العلوم علم الحيوان دكتوراه 1999
أجريت دراسات على الإصابة بأنواع الديدان الطفيلية لأنواع القوارض من فصيلتي ميوريدى وكريسيتييدي السائدتين بدولة الكويت في ثلاث مناطق بيئية تمثل الأنظمة البيئية المختلفة في الدولة، وهي: المناطق الحضرية، والساحلية، وشبه القاحلة. وذلك للإسهام في فهم أفضل للعلاقة بين العوائل من القوارض وديدانها الطفيلية تحت الظروف البيئية السائدة.
وقد أجريت دراسة تمهيدية في عام 1996 تبعتها دراسة على مدار عام كامل (1997) بهدف تغطية دراسات نوعية وكمية على الديدان المتطفلة في القوارض وعلى عوائلها من أنواع القوارض وجحورها متضمنة البيئة الملاصقة لها والبيئة الخارجية، ومفصليات الأرجل المصاحبة لها بجحورها. ولدراسة أكثر دقة لتشخيص الديدان استخدم في ذلك المجهر الإليكتروني الماسح SEM.، إضافة إلى المجهر العادي.
وقد أظهرت النتائج التى أسفرت عنها هذه الدراسات مايأتي:
الديدان الطفيلية:
يمكن ترتيب أنواع القوارض طبقا لقابليتها للإصابة بمجموعات الديدان الطفيلية المختلفة على اساس نسبة الإصابة كما يلى:
القوارض المضيفة المناطق البيئية مجاميع الديدان الطفيلية
ميريونس كراسس شبه القاحلة خيطية شريطية
ميريونس ليبيكس ساحلية شريطية خيطية
شبه قاحلة خيطية شريطية شوكية الرأس
تاتيرا إنديكا شبه قاحلة خيطية شوكية الرأس شريطية
جربيلّس نانس شبه قاحلة خيطية = شريطية
مس ماسكيولس حضرية وساحلية خيطية شريطية
شبه قاحلة خيطية شريطية شوكية الرأس
راتس نورفيجكس ساحلية شوكية الرأس
شبه قاحلة خيطية شريطية شوكية الرأس
وكانت نسبة إصابة القوارض بمجاميع الديدان الطفيلية في المنطقة شبه القاحلة التى تمثل فيها جميع أنواع القوارض كالآتي:
خيطية 37.7% - شريطية 19.4% - شوكية الرأس 9.3%.
وقد أمكن اكتشاف الاصابة بالديدان الطفيلية في هذه المنطقة في جميع فصول السنة كالآتي:
الفصل خيطية شريطية شوكية الرأس
الشـــــــــــــــــتاء 42.3% 19.6% 3.01%
الربيـــــــــــــــــع 43% 10.7% 7.1%
الصيـــــــــــــــف 19.4% 19.4% 5.6%
الخريـــــــــــــــف 34.7% 22% 22.8%
وكانت أعداد أنواع القوارض البرية الأخرى التى تم جمعها قليلة لاتمثل نسبا للإصابة يمكن التعويل عليها في تحليل النتائج.
الديدان الخيطية (نيماتودا)
أمكن اكتشاف سبعة أنواع من الديدان الخيطية الطفيلية بين 455 قارضا تم تشريحها، تنتمى لنوعين مشاركين وثمانية أنواع برية، ويمكن ترتيبها طبقا لنسبة اصابة العوائل بها كما يأتي:
سيفاشيا أوبفيلاتا (12.75%)، هيلجومونويدس جوسيفى (5.27%)، جونجيلونيما بريفسيكيولم (4.62%)، بتيريجوديرماتيتس (ميزوبكتينز) (4.62%)، أبريفياتا (ابريفياتا) كويتنسس (1.76%)، ستربتوفاراجس كونتزاى (1.54%)، ثم تركيورس ميورس (0.44%).
1) سيفاشيا أوبفيلاتا: (الدودة الدبوسية):
أظهرت أعلى نسبة إصابة (23%) وأعلى كثافة عددية أيضا، (تعدت 100 دودة للفأر المصاب) في الفأر المنزلي، يليه ميريونس كراسس (14 % بكثافة لم تتعدَّ 3 ديدان). وقد لوحظ أنه يمكن أن توجد هذه الدودة مصادفة في أنواع أخرى من القوارض خاصة في المناطق شديدة الإصابة بالفأر المنزلي (العائل الرئيسي).
وتوجد هذه الدودة في أعور القارض المصاب، غير ملتصقة بالمخاطية (الغشاء المخاطي) إلا أنها يمكن أن توجد في الأمعاء الغليظة أيضا ويمكن ان يعزى تفشى هذه الدودة في الفأر المنزلي الى انتشاره في المناطق البيئية المختلفة في الدولة، وارتفاع كثافته بصفة خاصة في المواقع ذات المستوى المنخفض من حيث الصحة البيئية وعلى الأخص في مستودعات المواد الغذائية الملوثة ببراز الفئران المحتوى على بيض الديدان الناضج، إضافة إلى عادة هذا الفأر في لعق شعره وابتلاع هذا البيض في طوره المعدي.
2) هيلجومونويدس جوسيفى:
عثر على هذا النوع من الديدان الخيطية في أربعة أنواع من القوارض هي: جيربيلّس نانس (17%)، ميريونس ليبيكس (16.8%)، وميريونس كراسس (7.1%)، وتاتيرا إنديكا (3.85%) ثم الفار المنزلي (2%)، بمتوسط كثافة بين هذه الأنواع يتراوح بين 1و51 دودة للقارض المصاب.
ظهرت الديدان الحية بلون أحمر وشكل لولبي ذي 5-7 ثنيات في أعداد كبيرة (مستعمرات) في الأمعاء الدقيقة متعلقة بالمخاطية مكونة بقعاً مائلة للإحمرار على الغشاء المخاطي.
وعموما لم يذكر الاسم النوعى العلمي لهذه الدودة ""هيلجومونويدس جوسيفى"" في دولة الكويت قبل الدراسة الحالية، إلا أنه ذكر النوع نيوهيليجومونيللا جيرييلينى من عينة من أبي عفن قصير الذيل نيزوكيا إنديكا ومن عينة من جيربيلّس جيربيلّس ومن عينة ثالثة من ميريونس ليبيكس في تقارير سابقة لوزارة الصحة.
3) جونجيلونيما بريفسبيكيولم:
وجدت هذه الدودة الخيطية في ميريونس ليبكس (16.0%)، وفي ميريونس كراسس (14%)، وفي تاتيرا إنديكا (3.8%)، وفي الفأر المنزلي (1.2%)، وبكثافة عددية لم تتعد بصفة عامة 10 ديدان بكل قارض مصاب. ويعتبر العثور على هذه الدودة خلال هذه الدراسة تسجيلا جديداً لهذا النوع بدولة الكويت.
واكتشفت هذه الدودة محكمة التشبث بمخاطية المعدة لدرجة يصعب معها نزع رأسها من النسيج، مما يترتب عليه قطع ذلك الرأس في اغلب الحالات. وتحتوى معدة أنواع القوارض الأربعة المصابة بهذه الدودة على لحم غير مهضوم واجزاء من أجسام حشرات متنوعة، وبخاصة الصراصير.
ومن أنواع الصراصير الستة المسجلة بدولة الكويت لوحظ الصرصور الأمريكي والألماني متاحين للقوارض المصابة في جحورها وأحيانا للفأر المنزلي ضمن بيئتة الحيوية. وقد يفسر ذلك الارتفاع النسبي للإصابة بهذه الدودة بين القوارض الصحراوية بدولة الكويت وبصفة خاصة تلك الأنواع التى تعيش قريبا من المناطق السكنية في البيئة شبه القاحلة، مثل ميريونس ليبيكس وميريونس كراسس والإصابات العارضة للفأر المنزلي.
4) بتيريجوديرماتيتس (ميزوبكتينز):
اكتشفت الإصابة بهذه الدودة الخيطية بين اليربيل الهندي تاتيرا إنديكا (35.0%)، والجرذ النرويجي راتس نورفيجيكس (5.5%)، والفأر المنزلي (2.8%)، وأبو الوي الليبي (2%) بكثافة عددية تتراوح بين 1و3 دودة لكل قارض مصاب ووجدت القوارض مصابة في معدتها وأمعائها الدقيقة، كما يتصادف وجودها أحيانا في الامعاء الغليظة.
ولم يتيسر تأكيد نوع هذه الدودة في هذه الدراسة لصعوبة العثور على ذكورها والتى تعتبر ضرورية لتحديد نوعها. وتكون هذه الذكور عادة أصغر كثيرا من الإناث بدرجة يصعب معها العثور عليها.
ومن خلال وجود مفصليات الأرجل خاصة الصراصير والحشرات غمدية الأجنحة، التى عثر عليها في جحور القوارض الكبيرة، خاصة اليربيل الهندي والجرذ النرويجي وأبو الوى الليبي وكذا في بيئة الفأر المنزلى، يمكن القول بأن استمرار دورة حياة هذه الدودة في بيئة القوارض في دولة الكويت يتوقف بدرجة رئيسية على مفصليات الأرجل السابق ذكرها كعوائل وسيطة لهذه الدودة التى تصيب العوائل من القوارض في بيئتها الحياتية.
5) أبريفياتا (أبريفياتا) كويتنسس:
سجلت مقدمة الرسالة هذا النوع لأول مرة في الكويت من جربالس شيزماني وميريونس كراسس في عام 1977، وتم تأكيد تشخيصه بعد ذلك في عام 1979. وفي الدراسة الحالية كانت أعلى نسبة إصابة بهذه الدودة الخيطية في ميريونس كراسس (50.0%) بمتوسط كثافة 4 ± 2 بحد أقصى 8 ديدان بالقارض الواحد - يتبعه أبو الوى الليبي ميريونس ليبيكس (1.1 % بكثافة 2).
ويبدو أن أبريفياتا (أبريفياتا) كويتنيسس دودة طفيلية في معدة القارض العائل، إلا أنه قد يتصادف امتداد الإصابة إلى بداية الأمعاء الدقيقة. ويعتبر الصرصور الألماني الذى، تم العثور على أعداد منه في جحور القوارض خلال هذه الدراسة، وكذا الجراد الصحراوي شيستوسيركا جريجاريا، عائلان وسيطان لهذه الدودة.
6) ستربتوفاراجس كونتزاى:
امكن العثور على هذه الدودة الخيطية في اليربيل الهندي تاتيرا إنديكا (19.0%) بمتوسط كثافة 31 ± 12.12. ويلى اليربيل الهندي ميريونس كراسس (14.0%- 2.5 ± 0.5).
وكانت الاصابات عادة بمعدة القارض المصاب، وأحيانا بالأمعاء الدقيقة. وتعتبر الإصابات بدودة ستربتوفاراجس كونتزاى خلال هذه الدراسة في أنواع القوارض المضيفة السابق ذكرها تسجيلاً توزيعياً جديداً في دولة الكويت، لوتجاوزنا عن تسجيل عينة واحدة في فأر منزلي خلال أغسطس عام 1996 بمعرفة وحدة الدراسات بمشروع مكافحة القوارض بوزارة الصحة بدولة الكويت.
ومن خلال تسجيل الحشرات من غمدية الأجنحة من فصيلة تينيبريونيدى السابق ذكرها في جحور القوارض العائلة لهذه الدودة في المناطق شبة القاحلة خلال هذه الدراسة، إضافة إلى تسجيل بقايا أجسام حشرات في هذه الدراسة بالقوارض - يمكن الإشارة إلى أهمية هذه الحشرات كعوائل وسيطة لاستمرار دورة حياة ديدان ستربتوفاراجس بين القوارض المضيفة في مناطق انتشارها.
7) تركيورس ميورس (الدودة السوطية أو شعرية الذيل):
ثم العثور على هذه الدودة الخيطية في أعور عينتين من اليربيل الهندي تاتيرا إنديكا (7.7%) بمتوسط كثافة 2 لكل قارض ايجابي، وقد لوحظ الجزء الأمامي الخيطي للدودة مدفونا في الغشاء المخاطي.
ودورة حياة هذه الدودة دورة مباشرة، ويحتاج بيضها إلى بيئة دافئة رطبة لنضج الطور الجنيني به ليصير معديا للقوارض التى تبتلعه حاويا الطور اليرقي المعدي. ويساعد على ذلك عادة تغذية القوارض على الحشائش والمحاصيل القائمة أو بالخضروات التى قد تكون ملوثة بالبويضات المعدية.
لذلك قد يساعد المناخ السائد في المناطق شبه القاحلة بدولة الكويت، والذى يتميز بدرجات حرارة قصوى ورطوبة منخفضة خلال فترة طويلة من العام، خاصة خارج جحور القوارض المضيفة، على مايلاحظ من انخفاض واضح في نسبة الإصابة بهذه الدودة بين القوارض البرية بدولة الكويت.
الديدان الشريطية (سستودا):
أمكن اكتشاف خمسة أنواع من الديدان الشريطية الطفيلية بين 455 قارضا تم تشريحها تنتمى لنوعين مشاركين وثمانية أنواع برية يمكن ترتيبها طبقا لنسبة الإصابة كما يلي:
هيمينوليبس ديمنيوتا (دودة الفأر الشريطية) (6.59%)، رودنشيوليبس فراترنا (دودة القوارض الشريطية القزمة) (5.93%)، سينيوتينيا وايتنبرجي (3.08%)، تينيا اندوثوراسيكا (1.32%)، كاتينوتينا لوباتا (1.1%).
1) هيمنبوليبس ديمنيوتا (دودة الفأر الشريطية):
أظهرت هذه الدودة أقصى ارتفاع في نسبة الإصابة بين أبى الوَىّ الليبي ميريونس ليبيكس (24.21%) بمتوسط كثافة (4.8 ± 2.8)، يتبعه الجرذ النرويجي راتس نورفيجكس الذى وصلت فيه الكثافة في أحد العينات إلى 51، و اليربيل الهندي تاتيرا إنديكا، ثم الفأر المنزلي مس ماسكيولس. وقد تم العثور على هذه الدودة الشريطية في الأمعاء الدقيقة ملتصقة بالغشاء المخاطي بوساطة ممصاتها الفنجانية الأربعة من رؤيسها المستدير وخطمها غير المدرع (الخالى من الكلابات). وقد لوحظ انفصال الأسلات البالغة (الحوامل) من وقت لآخر من جسم الدودة (ستروبيلا) في الأمعاء الدقيقة أو فى الأعور.
كذلك لوحظ في الدراسة الحالية أن هذه الدودة تكون أكثر انتشاراً بين الجرذان والقوارض الصحراوية (من اليرابيل أبى الوىّ) ذوات حجم الجرذان عنها في الفئران والقوارض الصحراوية في حجم الفئران. وقد يعزى ذلك إلى أن دورة حياة هذه الدودة من الجرذان إلى الجرذان ومن الجرذان إلى الإنسان يمكن أن تتم من خلال مفصليات أرجل متنوعة كعوائل وسيطة، متضمنة البراغيث والصراصير إضافة إلى العديد من حشرات مخازن الحبوب مثل خنفساء الدقيق الكستنائية وخنفساء الدقيق المتشابهة.
وعليه فإن المعدل الأعلى نسبيا في البراغيث على الجرذان والقوارض البرية ذوات حجم الجرذان، إضافة إلى الظروف المناخية الملاصقة الملائمة في جحورها، مقارنة بالفئران والقوارض في حجمها، تعتبر من العوامل الايجابية في دورة حياة الدودة من خلال العائل من القوارض والعائل الوسيط من مفصليات الأرجل حيث تتطور الكرة الجنينية الى طور الكيسانيه المذنبة (سيستيسير كويد) التى يبتلعها العائل النهائي مما يترتب عليه ارتفاع نسبة الإصابة بدودة الفأر الشريطية.
ومع الانخفاض النسبي للإصابة بين الفئران فإن استمرار دورة الحياة بينها قد يعزى بالدرجة الأولى الى وجودها في مستودعات المواد الغذائية والحبوب التى تنتشر بها خنافس الدقيق الصدئية والمتشابهة والتى قد تلعب دوراً رئيسيا كعوائل وسيطة في استمرار دورة حياة هذه الدودة بين الفئران أكثر من دور البراغيث التى يتدنى معدل وجودها عليها، مقارنة بالجرذان.
3) رودنشيوليبس فراترنا (دودة القوارض الشريطية القزمة):
أظهرت هذه الدودة أعلى نسبة إصابة (8.9%) ومتوسط كثافة (26.7± 23.7) في الفأر المنزلي، يتبعة اليربيل الهندي (8.0% ، 3± 2)، يليه أبو الوىّ الليبي (3.16% ، 32.75± 15.6) حيث وصلت هذه الكثافة في إحدى العينات إلى 51.
وقد شوهدت دودة القوارض الشريطية القزمة في الأمعاء الدقيقة للقوارض المصابة، مع تصادف وجودها في الأمعاء الغليظة بمتوسط كثافة أكثر انخفاضا لايزيد عن 5 ديدان. وأمكن ملاحظتها برؤيسها الكروي ذى الأربعة ممصات النصف كروية (الفنجانية) وخطمها القابل للحركة المسلح بدائرة منتظمة من 21 من الكلابات المنغرسة في الغشاء المخاطي.
كذلك امكن ملاحظة مستعمرة من يرقات هذه الدودة (كيسانيات مذنبة) باستخدام المجهر العادى كخيوط بيضاء قصيرة، إلا أنه أمكن تمييزها باستخدام المجهر الماسح حيث نلاحظ أربعة ممصات ذوات صف من الكلابات على الرؤيس، بعضها مثبت بالغشاء المخاطي للأمعاء. ويتراوح عدد الأسلات بين 180و200، غير الناضجة منها قصيرة وضيقة، والناضجة أكثر اتساعا، ونهاياتها مستديرة وأكثر عرضا.
ومن نتائج الدراسة الحالية يمكن اعتبار دودة القوارض الشريطية القزمة رودنشيوليبس فراترنا أو هيمينوليبس فراترنا نوعا فأريا يتم تطوره بسهولة أكثر في الفئران ويمكنه إتمام دورة حياته في مضيف واحد ولو انه يمكن أن يستخدم عدة أنواع من مفصليات الأرجل كعوائل وسيطة.
ويمكن للنوع الآخر من الدودة الشريطية القزمة (هيمينوليبس نانا)، وهي أصغر الديدان الشريطية التى تصيب الإنسان بالدرجة الأولى، أن يوجد في الفئران والقوارض الفارية الأخرى. ومع ذلك فإنه يمكن لدودة القوارض الشريطية القزمة رودنشيوليبس فراترنا أن تصيب الإنسان كما يمكن للنوع هيمينوليبس نانا أن يتطور في الفئران ويكمل دورة حياته.
ومما يجدر ذكره فإن الاسم العلمي للنوع الأول رودنشيوليبس فراترنا، وهو الضرب الفأرى، سجل لأول مرة في دولة الكويت خلال الدراسة الحالية.
3) سينيوتينيا وايتنبرجي:
كانت نسبة الإصابة بهذه الدودة الشريطية متوسطة الحجم في جيربـلّس نانس: 16.67%، وفي ميريونس ليبكس: 10.53%، وفي الجرذ النرويجي: 1.82%، وفي الفأر المنزلي: 1.0%. واظهر ابو الوىّ الليبي أعلى متوسط كثافة للديدان بين أنواع القوارض المصابة يتبعه الفأر المنزلي، ثم الجرذ النرويجي، ثم جربالس نانس.
وعثر على الديدان في الامعاء الدقيقة للقوارض المصابة - وقد وضع في الاعتبار لتفريق جنس سينيوتينيا من الأجناس الأخرى التابعة لفصيلة أنوسيفاليدى تحت فصيلة لينستووبينى، إضافة إلى الأسلات الطويلة نسبيا، يلاحظ موقع العديد من الخصى أمام جهاز الأنثى التناسلي وعلى جانبيه.
ويمكن اعتبار سينيوتينيا وايتنبرجي في هذه الدراسة تسجيلاً جديداً في دولة الكويت. وقد يعزى اقتصار الإصابة بها في القوارض المشاركة والبرية في المناطق شبة القاحلة إلى الملاءمة النسبية للظروف الجوية البيئية، خاصة في الجحور العميقة نسبيا لهذه القوارض والعوائل الوسيطة المشاركة لها، خاصة الحشرات غمدية الأجنحة.
4) تينيا إندوثوراسيكا:
أمكن العثور على الأكياس اليرقية لهذه الدودة الشريطية في الفراغ البريتوني لجسم ميريونس ليبكس على شكل 5-10 أكياس مترابطة مع بعضها البعض بالمساريقا أو الأنسجة، في المنطقة شبه القاحلة بنسة إصابة 6.32%. علاوة على ذلك تم تسجيل دودة بالغة من هذا النوع في أبى الوىّ الليبي كذلك لأول مرة بدولة الكويت.
ومن ناحية أخرى سجل دكتور خليل وزملاؤه (1979) اليرقات المتكيسة لهذه الدودة الشريطية في جيربالس شيزماني والطور البالغ في ثعلب بالمنطقة شبه القاحلة. ويشير ذلك إلى أن هذه القوارض الصحراوية تقوم بدور العائل الوسيط لهذه الدودة الشريطية، كما أن اكتشاف الطور اليرقى والدودة البالغة في أبى الوىّ الليبي خلال هذه الدراسة يشير إلى أن هذا القارض، وربما غيره، يمكن أن يقوم بدور العائل الوسيط والعائل النهائي لهذه الدودة الشريطية.
5) كاتينوتينا لوباتا:
أمكن تمييز هذه الدودة ذات الحجم المتوسط نسبيا بجدار دقيق وأسلات قصيرة، وذات فروع رحم متوسطه مقارنة بالأنواع طويلة فروع الرحم، وذات خصى مرتبة في حقلين جانبيين مميزين.
ووجدت هذه الدودة الشريطية في الأمعاء الدقيقة لليربيل الهندي بنسبة إصابة 8%، وكثافة عددية 1.0، وأبى الوى الليبي (2.11%، 1.5± 0.5)، والفأر المنزلي (0.41% و1.0). ومع انخفاض نسبة الإصابة بهذه الدودة فانها عادة ماتوجد في القوراض المشاركة وبعض القوارض البرية في محطات الانتاج الحيواني.
أكانتوسيفالا (الديدان شوكية الرأس)
النوع الوحيد الذى تم العثور عليه خلال هذه الدراسة هو مونيليفورمس مونيليفورمس. وقد وجدت هذه الدودة في الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة للجرذ النرويجي بنسبة مئوية وكثافة عددية للديدان في القوارض المصابة 3.64% و 2.5±0.5 علىالتوالى، والفأر المنزلي (1.22%، 3±2)، وميريونس كراسس (71.43%، 9.2± 6.2)، واليربيل الهندي (26.9%، 3± 2)، وأبى الوىّ الليبي (6.32% 1.7± 0.7).
ويلاحظ أن ترتيب هذه الدودة من حيث نسبة الإصابة بمجاميع الديدان الطفيلية بصفة عامة بين 455 قارضاً تم تشريحها وفحصها الثانية (6.15%)، متقاربة مع نسبة الإصابة بدودة الفأر الشريطية (6.59%)، بعد الدودة الدبوسية (12.75%)
وقد لوحظ كذلك أنه إضافة إلى إظهار ميريونس كراسس أعلى نسبة إصابة ومتوسط كثافة عددية للديدان مقارنة ببقية أنواع القوراض المصابة، فإنه أمكن اكتشاف ديدان عملاقة حجما يترواح طولها بين 14و 17 سنتيمترا في هذا القارض. وكانت دودة مونيليفورمس مونيليفورمس أكثر انتشاراً بين القوراض البرية من حجم الجرذان، خاصة ميريونس كراسس يتبعه تاتيرا إنديكا ثم ميريونس ليبيكس، مما يمكن ان يشير إلى أهمية مفصليات الأرجل التى تم تسجيلها في جحور هذه القوارض، والتى تعتبر عوائل وسيطة لهذه الدودة، حيث تبتلع البيض المحتوى على اليرقات كاملة التطور في براز القوارض المصابة. ويفقس هذا البيض في المعى الأوسط للعائل مفصلى الأرجل، خاصة الصراصير والخنافس، لتطلق ""الأكانثرز"" (الشائكات) ذوات ست كلابات نصلية تخترق جدار المعى إلى جسم مفصلى الأرجل لمتابعة تطورها إلى سيستأكانث (الشائكة المتكيسة) التى تظهر بعد 7-8 أسابيع بعد العدوى لتبتلعها القوارض التى تصير مصابة بعد ذلك.
ومع الطول النسبي لدورة الحياة لهذه الدودة فإن إتاحة العائل الوسيط وكثافتة، إضافة إلى كثافة القوارض العائلة والمناخ الملائم داخل الجحور، خاصة درجة الحرارة والرطوبة النسبية، تلعب دورا هاما في استمرار دورة حياة هذه الدودة. ويتضح ذلك من نسبة الإصابة وكثافة الديدان العالية نسبيا بين القوارض الحافرة مقارنة بالفأر المنزلي.
إصابات القوارض الفردية والزوجية والمتعددة لأنواع الديدان الطفيلية:
كان الفأر المنزلى هو النوع الوحيد الذى جمع من المنطقة الحضرية وكانت إصاباته بنوع واحد من الديدان (فردية) وهو سيفاشيا أوبفيلاتا (الدودة الدبوسية) ذات دورة الحياة المباشرة والقصيرة. وقد يعزى وجود الفأر المنزلى فقط مع إصابته بهذا النوع من الديدان فقط، إلى نجاح مشروع مكافحة القوارض الذى بدأ عام 1979 لمكافحة الجرذ النرويجي بصفة خاصة وكذا طفيلياته الخارجية لاسيما البراغيث، بهدف استئصال مرض التيفوس المتوطن.
وقد امتدت أنشطة مشروع مكافحة القوارض إلى بعض المواقع السكنية في المناطق الساحلية بعيدا عن المواقع شبه القاحلة في هذه المناطق الساحلية. وبالإضافة الى اكتشاف إصابات بنوع واحد من الديدان (فردية) وبنوعين (مزدوجة) بين الفأر المنزلى في المنطقة الساحلية، أظهر الجرذ النرويجي في هذه المنطقة إصابات فردية في حين أظهر أبو الوىّ الليبي إصابات فردية ومزدوجة.
وفي المنطقة شبه القاحلة اكتشفت حالات إصابة فردية ومزدوجة وثلاثية بالديدان الطفيلية بين القوارض المشاركة والبرية في المنطقة بنسب إصابة عامة 23.9% و 12.1% و 4.5% للإصابات الفردية والمزدوجة والثلاثية، على التوالى. وقد أظهر الفأر المنزلى والجرذ النرويجي وأبو الوىّ الليبي وميريونس كراسس واليربيل الهندي إصابات فردية ومزدوجة وثلاثية بأنواع الديدان في هذه المنطقة في حين أظهر جيربالس نانس إصابات فردية فقط.
وعلى هذا يمكن استنتاج أن التركيب النوعى لمجاميع القوارض وقابلية القوارض العائلة للإصابة بأنواع الديدان، إضافة الى الظروف البيئية المحيطة والملاصقة متضمنة الظروف المناخية في المنطقة، لابد وأن تؤخذ في الاعتبار كعوامل تساهم في انتشار واستمرار الإصابات الفردية والمزدوجة والمتعددة لأنواع الديدان الطفيلية.
طفيليات القوارض الخارجية ومفصليات الأرجل المصاحبة لها
اهتمت هذه الدراسة بالطفيليات الخارجية على القوارض ومفصليات الأرجل المصاحبة لها، لأهميتها في استمرار الإصابة ببعض الديدان الطفيلية بين القوارض وكذا بينها وبين الإنسان. ومن بين الطفيليات الخارجية التى تم تسجيلها خلال هذه الدراسة:
1) البراغيث: حيث وجد أن النوع السائد هو برغوث الفأر الآسيوي زينوبسلا استيا على القوارض المشاركة والبرية، وبرغوث الفأر اليرابيلى زينوبسلا جيربلاى على القوارض الصحراوية من اليرابيل وأبي الوىّ.
2) القمل: حيث سجل النوعان بوليبلاكس سبنيولوزا وهيبلوبلورا أوينميدس على القوارض المشاركة والبرية في حين تم العثور على جنس نيوهيماتوبينس على القوارض البرية.
3) الحلم: تم العثور على حلم الفأر المنزلي ليلابس نيوتالى وحلم جرذان المناطق الحارة أورنيثونسس باكوتى على القوارض المشاركة والبرية في حين وجدت الأنواع ليبونيسس سانجوينس وأندروليلابس سيتوسس على القوارض البرية.
وتعتبر البراغيث أكثر هذه الطفيليات أهمية كعوامل وسيطة لعديد من الديدان الطفيلية في القوارض مثل دودة الفأر الشريطية هيمنيوليبس ديمنيوتا، التى يمكن أن تنتقل للإنسان، وقد لوحظ في المناطق شبه القاحلة، التى تمثل فيها جميع الأنواع المشاركة والبرية، وصول معدل كثافة البراغيث على القوارض بصفة عامة أقصاه في الربيع ثم الصيف يليه الخريف ثم الشتاء. وقد يكون ارتفاع معدل كثافة البراغيث البالغة على القوارض خلال فصل الربيع والفصول الأخرى ذات معدل كثافة البراغيث المرتفع مواكبا للمعدل العالى للقوارض في حجم الجرذان واليرابيل الكبيرة خلال هذه الفصول.
وقد يعزى اختفاء البراغيث المتطفلة بصفة خاصة على الجرذ النرويجي في المناطق الحضرية والساحلية إضافة إلى تدني معدلها (أقل من واحد) في المناطق شبه القاحلة بدرجة رئيسية الى عمليات تعفير جحور هذا الجرذ بصفة خاصة بالمبيدات الحشرية من قبل فرق مشروع مكافحة القوارض بغرض مكافحة التيفوس المتوطن.
وقد أمكن تسجيل خمسة أنواع من الخنافس الأرضية من فصيلة تينيبريونيدى هي بلابس موريتساجا وبلابس بولىكريستا وبلابس ويدممانياى ويرايونوثيكا كوروناتا، ونوع جنس تراكيدرما، ونوع من فصيلة كارابيدى وهو أنثيا ديوديسيمجوتاتم، في جحور القوارض البرية في المناطق شبه القاحلة مصاحبة ميريونس كراسس واليربيل الهندي تاتيرا انديكا اللذين ظهر إصابتهما بالدودة الخيطية ستربتوفاراجاس كونتزاى، مما قد يشير إلى دور هذه الخنافس كعوامل وسيطة لهذه الدودة.
كذلك أمكن العثور على نوعين آخرين من الخنافس من فصيلة تينيبريونيدى وهى خنفساء الدقيق المتشابهة تراى بوليام كونفيوسم، وخنفساء الدقيق الصدئية تراى بوليام كاستينم، مصاحبة بصفة خاصة الفار المنزلي.
كذلك لوحظ وجود حشرات مستقيمة الأجنحة، خاصة الصرصور الأمريكي بيربلانيتا أمريكانا، مصاحبة للقوارض. وقد سجل في دولة الكويت ستة أنواع من الصراصير إلا أن الأكثر سيادة النوعان الأمريكي والألماني بلاتيلا جيرمانيكا.
كذلك لوحظ بقايا الحشرات السابق ذكرها، إضافة الى بقايا لحوم في معدة القوارض، وعليه فإن البيئة الأرضية تمد القوارض عادة بكائنات حيوانية متنوعة تشمل بصفة رئيسية اللافقاريات كغذاء لهذه القوارض، مع احتمال قيامها بدور عوائل وسيطة للديدان الطفيلية التى تصيب القوارض.
العوائل من القوراض
أظهرت القوارض المايومورفية التى تنتمى إلى الفصيلتين موضع الدراسة، وهي فصيلة الجرذان والفئران ميوريدي، وفصيلة اليرابيل كريسيتدي تفوق نسبة القوراض المشاركة على الأنواع البرية من خلال المسح التمهيدي للقوارض (81.1%، 18.9% على التوالي) وكذا المسح الشامل على مدار العام (79%، 21% على التوالي).
شملت القوراض المشاركة من خلال المسح الشامل خلال العام: الجرذ النرويجي راتس نورفيجكس (9.68%)، والفأر المنزلي مس مسكيولس (69.30%). في حين شملت القوراض البرية ثمانية أنواع، هي: أبوالوىّ الليبي ميريونس ليبيكس (12.68%)، واليربيل الهندي تاتيرا إنديكا (2.89%)، وأبوالوىّ ساندفال ميريونس كراسس (1.56%)، و يربيل بلوشستان جيربيالس نانس (1.45%)، ويربيل شزمان جيربيالس شيزماني (1.0%)، وأبوعفن قصير الذيل نيزوكيا إنديكا (0.89%) واليربيل الصغير (البيوضى) جيربيالس جيربيالس، (2%) ويربيل وانجر جيربيالس داسيورس (0.11%) .
ويسود الفأر المنزلي في جميع المناطق البيئية خلال جميع فصول السنة في حين لم تجمع إلا عينة واحدة من الجرذ النرويجي في المنطقة الحضرية خلال الشتاء وفي المنطقة الساحلية خلال الخريف، في حين تواجد في جميع فصول السنة في المنطقة شبه القاحلة.
ويعزى الانخفاض الواضح في نسبة وجود الجرذ النرويجي بالمقارنة بالفأر المنزلي بدرجة رئيسية إلى مشروع مكافحة القوارض الناجح والموجه بصفة خاصة للجرذ النرويجي في المناطق الحضرية وبعض المناطق الساحلية.
كذلك تعزى سيادة الفأر المنزلي مواكبا لانخفاض النسبة والكثافة العددية للجرذ النرويجي إلى دور المنافسة النوعية بين هذين القارضين المشاركين، وورود الفئران المتواصل مع البضائع القادمة لدولة الكويت عن طريق البر وطريق البحر.
من خلال هذه الدراسة، يمكن اعتبار اليربيل الهندي وأبي عفن قصير الذيل غازيين متسربين من جموع قوارض جنوب العراق، خاصة من منطقتي البصرة والزبير. وقد أظهرت الدراسة الحالية أن اليربيل الهندي الموجود حاليا بدولة الكويت هو من السلالة الصغيرة تاتيرا انديكا تنيورا"