تحسين اساليب تقدير تكاليف الانتاج للحاصلات الزراعيه الرئيسيه في مصر

هبه عبد القادر محمد حامد عين شمس الزراعة الاقتصاد الزراعى الماجستير 2004

 يعد القطاع الزراعة من القطاعات الرئيسية فى الاقتصاد القومى المصرى حيث يسهم بنحو16.6% من الناتج المحلى الإجمالي . وفى ظل برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى بدأ فى قطاع الزراعة فى أواخر عام 1980 والذى اصبح فى ظله المزارع حر القرار فى ما سوف ينتجه ولمن ينتجه وبالتالى اصبح من الضرورى أن يتوفر للمزارع البيانات الزراعية اللازمة لتحديد ما سوف ينتجه بناء على تكاليف الإنتاج المطلوبة والعائد منه الذى سوف يدره بزراعة للمحصول المختار . 

تعتبر الإحصاءات الزراعية إحدى الدعائم الرئيسية التى يقوم عليها النشاط الاقتصادى فى البلدان النامية والمتقدمة على السواء . واصبح توفير البيانات الإحصائية الزراعية على درجة من الأهمية لكلا من واضعى السياسات ومتخذى القرارات. و يحتاج واضعى السياسة وخطط التنمية لتلك البيانات التى يجب أن تتوفر فيها درجة من الدقة والوضوح والشمول .

 وقد استهدفت الدراسة عرض وتحليل ومقارنة البيانات والتقديرات الإحصائية لتكاليف الإنتاج الزراعى بهدف الوصول إلى توصيات ومقترحات تهدف إلى تطويرها وتحقيق قاعدة إحصائية سليمة ودقيقة يتوفر فيها خصائص التقدير الجيد . 

ويمكن تعريف الأحصاءات الزراعيه بأنها تلك البيانات التى تهتم بالإنتاج النباتى والحيوانى بحيث تعطى صوره كامله عن المساحه المزروعه ، والإنتاجيه والإنتاج ، والأسعار المزرعيه ، والتكاليف الإنتاجيه .........وغيرها ، أى أنها تحصى كل ما يخص النشاط الزراعى .

وللأحصاءات الزراعيه أهميه كبيره بالنسبة للدوله والمجتمع والأفراد ، ويمكن لهذه الأحصاءات تحقيق ما يلى :

1- مساعدة الدولة فى وضع خطط وبرامج متعلقة بالإنتاج الزراعى ، وكذا سياسة التصدير والاستيراد والاستهلاك وغيرها .

2- تسهم فى وضع سياسة سليمة لكثير من القطاعات الأقتصادية مثل قطاع الصناعه والتموين والصحة والتجارة وغيرها ناهيك عن قطاع الزراعة .

3- تساعد الزراع فى إختيار المشروعات أو التركيب المحصولى المناسب للأسواق ولمعظمة العائد 

4- تساعد فى تقدير الأسعار المزرعيه المناسبة.

وتضم الدراسة الحاليه خمسة أبواب تناول الباب الأول استعراضا مرجعيا لأهم الدراسات السابقه فى مجال تكاليف الإنتاج الزراعي كأساس تستند إليه الدراسة من خلال التعرف على الوضع الحالي لتقديرات تكاليف الإنتاج الزراعى والتطورات التى حققتها . وقد أهتمت إغلب الدراسات السابقه بالتعرف على هيكل تكاليف الإنتاج لبعض المحاصيل الزراعيه من خلال البيانات الثانويه المنشوره وكذا بيانات عينه من الزراع . وتوصى الدراسات بأهمية تطوير الجهاز الأحصائى القائم بتقدير تكاليف الإنتاج الزراعى . 

ويستعرض الباب الثانى الأطارا النظرى للدراسة حيث اشتمل على أهم  المفاهيم الخاصة بالإحصاءات الزراعية عامة وإحصاءات تكاليف الإنتاج الزراعي بصفة خاصة من حيث المؤسسات المسئولة عن إنتاج وعرض البيانات الإحصائية والمعلومات الزراعية فى مصر. وتبين الدراسه أن قطاع الشئون الاقتصادية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي هى الجهة المسئولة عن إصدار تلك البيانات ،كما أستعرض الباب الجهات المستخدمه لبيانات التكاليف الزراعيه وهم المنتجون أو الزراع ، والمستثمرون والمكاتب الأسنشاريه والجامعات والجهات البحثيه ، كما استعرض الباب أهم طرق التقدير وهى : الطريقة الشخصية ، والطرق الموضوعية والتى منها التقدير بالحصر الشامل ، والتقدير باستخدام أساليب المعاينة ، والتقدير باستخدام المعاملات الفنية . كما تناول الباب أهم المفاهيم المتعلقة بتكاليف الإنتاج الزراعى مثل التكاليف الظاهره، والتكاليف الخفيه ، وتكاليف الفرصه البديله ، والتكاليف المتغيره والثابته ...... وغيرها . 

وتطرقت الدراسه لأهم مشكلات حساب تكاليف الإنتاج الزراعى وكان أهمها تسعير المدخلات مثل تقدير العمل العائلى والعمل الحيوانى وتكلفة الأسمده البلديه والمتبقيات فى التربه والتكاليف المشتركه .

وتناول الباب الثالث دراسة للواقع الحالي لأهم المحاصيل الزراعية فى مصر من حيث الأهمية النسبية لمساحة االمحاصيل الشتوية والصيفية خلال الفترة ( 1998-2002) للتعرف على أهم تلك المحاصيل على مستوى الجمهورية وعلى مستوى محافظة الغربية حيث تم اختيار عينة الدراسة منها . وقد استخدم أسلوب الانحدار فى التعرف على الاتجاه الزمنى العام لمساحة وإنتاجية وإنتاج أهم تلك المحاصيل خلال فترتين هما من (1980-1990) والأخرى من (1991-2002) وذلك للوقوف على أهم التغيرات التى طرأت على تلك المتغيرات عبر تلك الفتره التى تضم ماقبل سياسة التحرر الاقتصادى وما بعدها .

 وقد ركزت الدراسة على كل من محاصيل القمح، البصل الشتوى ، القطن ، الأرز الصيفى ، البطاطس فى دراسة تكاليف الإنتاج الزراعي لها . وذلك نظرا لأهميتها الغذائيه ومدى مساهمتها فى التجاره الخارجيه بجانب أهميتها من ناحية المساحه المزروعه والإنتاج والإنتاجيه بالاضافه إلى أنه يتم تقدير متوسط تكاليف إنتاج تلك المحاصيل من قبل وزارة الزراعه .

وقد تناول الباب الرابع توصيف عينة الدراسة حيث تم استخدام أسلوب المعاينة الطبقية العشوائية متعددة المراحل لتقدير تكاليف الإنتاج الزراعي لمحاصيل الدراسة كأحد السبل لتحسين تقدير تكاليف الإنتاج الزراعى والتى تعتمد على طرق موضوعيه . كما أستعرض الباب خطوات أختيار عينة الدراسه والتى تمثلت فى : أولاً أختيار منطقة الدراسه حيث تم أختيار محافظة الغربية لعة أسباب أهمها : (1) تعتبر من المحافظات الزراعية الهامة حيث أنها تضم نحو 404.212 ألف فدان أى نحو 4.2% من جملة مساحة الأراضى الزراعية فى مصر. (2) أنها تضم نحو 277.983 ألف حائز يحوزون وفقا لتعداد 1999/2000 بالإضافة إلى أنها تضم مختلف الفئات الحيازة الزراعية. (3) تتصف المحافظة بتنوع الإنتاج الزراعى بها من محاصيل حقلية وخضر وفاكهة. (4) أن بعض الدراسات البحثية قد أجريت فى المحافظة لتقدير تكاليف الإنتاج الزراعى بها. ثانياً أختيار محاصيل الدراسه وذلك وفقا لعدة أسباب منها : (1) أهميتها المساحيه فى المحافظه ، (2)أهميتها الأستراتيجيه ،(3) أهميتها فى دخل الزراع والأقتصاد القومى هذا وقد تم اختيار المحاصيل التاليه : القمح ، الأرز ، القطن ، البصل ، البطاطس . ثالثا أختيار مراكز وقرى عينة الدراسه حيث تم اختيار مركزى المحلة الكبرى وطنطا وفقا للأهمية النسبية للمساحة المزروعة لمحاصيل الدراسة . إما فيما يتعلق باختيار القرى تم اختيارها عشوائيا داخل المراكز المختارة . وقد بلغ حجم العينة 150 مزارعا تم تقسيمها وفقا للأهمية النسبية للفئات الحيازية إلى ثلاث مجموعات تضم كل منها 50 مزارعا ، وفقا لصفة القائمين بعملية جمع البيانات حيث قام بتجميع البيانات فى المجموعة الأولى متخصصين تابعين لإدارة العينات من وزارة الزراعة وهو فئة متمرسة بهذا العمل ، أما المجموعة الثانية من الزراع فقد قامت الباحثة بجمع بياناتها ، أما بالنسبة للمجموعة الثالثة فقد قام بجمع بياناتها أفراد غير زراعيين وهو فئة غالباً لا يكون لديهم خبرة كافية فى مجال جمع البيانات ، إلا أنه غالباً ما تستعين بهم الوزارة فى كثير من الأحيان عند إجراء التعداد الزراعي وذلك لتوضيح تأثير مستوى وخبرة وثقافة جامع البيان على خدمة جمع البيان ودقته . وقد تم اختيار الزراع عشوائيا من واقع سجل 2 خدمات من الجمعية التعاونية للقرى المختارة والذى يضم أسماء الزراع وحجم حيازاتهم .

وقد تناول الباب الخامس مقارنة طرق التقدير لتكاليف الإنتاج سواء الطريقة التى تقوم بها وزارة الزراعة والتى تعتمد على الطرق الشخصية وطرق التقدير التى تعتمد على أسلوب المعاينة والتى تعتمد على طرق موضوعية. وقد أشتمل هذا الباب على تقديرات تكاليف الإنتاج الزراعى التى قدرت بواسطة وزارة الزراعه واستصلاح الأراضى خلال الفتره (1980-2002) من واقع سجلات الشئون الأقتصاديه بالوزاره ومحاولة عمل مقارنه بين هذه التقديرات والتقديرات الثلاث التى توصلت إليها عينة الدراسه التى أجريت فى الموسم الزراعى 2002-2003 . وقد استخدمت الدراسه أسلوب التحليل الأحصائى للتقديرات المتحصل عليها حيث تم تقييم البيانات من خلال تقدير متوسط وتباين العينه ، والخطأ المعيارى ونسبته ، ومعامل الأختلاف مع قياس معنوية التقدير . 

وقد أستعرض الباب أهم النتائج التى توصلت إليها الدراسة حيث وجد أن هناك فروق واضحة بين طرق التقدير على مستوى محاصيل الدراسة وقد تبين : أن متوسط تكاليف إنتاج فدان القمح بلغ وفقا لتقدير المجموعة الأولى 1805.4 جنيها وهو قريب من متوسط التكاليف المقدر من قبل الوزارة ، أما تقدير الباحثة فكان نحو 1749.7 جنيها للفدان أى بانخفاض قدرة 15.3 جنيها ، 55.7 جنيها عن كل من تقديرى وزارة الزراعة والمجموعة الأولى . أما بالنسبة لتقدير المجموعة الثالثة فقد بلغ متوسط تكاليف إنتاج القمح نحو 1936.9 جنيها للفدان أى بزيادة قدرها 171.9 ، 131.45، 187.2 جنيها على تقديرى كل من وزارة الزراعة ، والمجموعة الأولى والثانية والثالثة على الترتيب . ويجب الإشارة إلى أن اغلب  الفروق بين تلك التقديرات كانت فى بنود تكاليف العمل الآلي ، البشرى ، إيجار الأرض ومن خلال أستخدام التحليل الأحصائى لتقديرات تكاليف الإنتاج الزراعى لمجموعات التقديرالثلاثه للتعرف على ملامح تلك التقديراتلتكاليف لإنتاج الزراعى وبنوده المختلفه حيث اتضح أن نسبة الخطأ المعيارى لتقدير المجموعه الثانيه والمتمثله فى تقدير الباحثه كان نسبة الخطأ المعيارى فيه أقل ما يمكن وبأستحدام كل من أختبار (ف) للتباين ، وأختبار (ت) لأزراج المتوسطات ، واختبار (ت) لتباين عينتين فى حالة عدم تساوى التباين وقد اتضح أن هناك فروقا معنويه بين تقديرات تكاليف الإنتاج الزراعى لمجموعات التقدير فى بنود كل من تكلفة العمل الآلى ، وتكلفة العمل الحيوانى ، وتكلفة العمل البشرى ، والتكاليف المتغيره ، والتكاليف الكليه .  

أما عن محصول الأرز الصيفى فقد لوحظ ارتفاع تكلفة الإنتاج المقدر من قبل الوزارة عن تلك المقدرة بواسطة مجموعات التقدير بالعينةحيث وصل متوسط تكاليف إنتاج فدان الأرز الصيفى نحو 1835.1 جنيه لتقدير الوزارة فى حين بلغ نحو 1577.3، 1599.7، 1351.6 جنيها للفدان لكل من تقدير المجموعات الأولى والثانية والثالثة على الترتيب ، ويرجع هذا الفرق فى الأساس إلى الاختلاف فى بنود تكلفة العمل الآلي ، تكلفة مستلزمات الإنتاج ، وتكلفة إيجار الفدان ، ومن خلال التحليل الأحصائى لتلك التقديرات تبين أن نسبة الخطأ المعيارى لتقدير المجموعه الثالثه المتمثله فى غير المتخصصين كانت أقل مايمكن . أما عن تقدير تكلفة إنتاج فدان القطن فقد كان تقدير وزارة الزراعة يتسم بعدم الواقعية حيث بلغ نحو 2154.7 جنيه وهو اقل بكثير من التقديرات الأخرى التى وصلت نحو 3799.22، 26.981، 3026، 2922.4 جنيه للفدان على الترتيب وقد رجعت هذه الاختلافات لوجود فروق معنوية بين بنود تكاليف الإنتاج وكانت اكبر تلك الفروق فى بنود كل من تكلفة العمل البشرى ، ومستلزمات الإنتاج ، وإيجار الأرض  كما تبين من نتائج التحليل الأحصائى أن نسبة الخطأ المعيارى فى المجموعة الثانيه المتمثله فى الباحثه كانت أقل ما يمكن. أما عن محصول البصل الشتوى فقد كان تقدير الوزارة لمتوسط تكاليف الإنتاج البصل الشتوى للفدان نحو 2665 جنيها وبالمقارنة بتقديرات المجموعات الثلاث للعينة التى بلغت نحو 2039، 2505.05، 1951.82 جنيها للفدان ومن خلال اختبارات المعنوية بين بنود تكاليف الإنتاج للتقديرات وجد أن كل من تكلفة العمل البشرى، ومستلزمات الإنتاج هى المسئولة عن تلك الفروق ، كما تبين أن تقدير المجموعه الثالثه كانأقل نسبة خطأ معيارى . أما عن محصول البطاطس الصيفى والنيلى فقد بلغ تقدير الوزارة فى كلا منها نحو 4132، 3866 جنيها للفدان ، أما بالنسبة لتقديرات مجموعات العينة فقد بلغ متوسط تكاليف الإنتاج للبطاطس الصيفى نحو 4377.22، 4397.33، 4677.5 جنيها للفدان والبطاطس النيلى كان نحو 4268.4، 4179.74، 4261.44 جنيها للفدان حيث أن اغلب الفروق المعنوية بين التقديرات كانت ترجع إلى كل من تكلفة العمل الآلي ، العمل البشرى ، وإيجار الأرض ، كما تبين أن أقل نسبة للخطأ المعيارى كان لتقدير المجموعه الثانيه المتمثله فى الباحثه .

ويتضح مما سبق أن تقديرات كل من وزارة الزراعه وتقديرات مجموعة المتخصصين كانت مبالغ فيها ، حيث انها تعتمد على المقننات الوزاريه للمعدلات الفيزيقيه لمدخلات الإنتاج فى تقدير تكاليف الإنتاج وليس على الكميات الفعليه من مدخلات الإنتاج المستخدمه من قبل المزارع . 

 وقد أوصت الدراسه بضرورة العمل على تحسين أسلوب تقدير التكاليف باتباع الطرق الموضوعيه التى تعتمد على أسس علميه ، بجانب التحسين فى خصائص القائم بجمع البيان بحيث يكون أكثر كفاءه ."


انشء في: اثنين 16 يوليو 2012 09:36
Category:
مشاركة عبر