تقويم كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط في ضوء المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي وآراء المختصين
إعداد : أشواق بنت عمر حسن الخزاعي - 1444هـ / 2022م
إن التطورات العالمية التي تجتاح المجتمعات كلها في المجالات العلمية والتقنية والاقتصادية والاجتماعية، وفي ظل خطط التنمية الوطنية المنسجمة مع التطورات العلمية والمحلية والداخلية برزت الحاجة لتطوير المناهج بهدف تطوير التعليم عامةً والمناهج خاصةً، لمواكبة هذه التغيرات والتعامل معها بإيجابية، حيث أصبح علم المناهج من ميادين المعرفة، حديثاً نسبياً، رغم كونه ذكر في القرآن الكريم حيث قال الله تعالى :(لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) ( القرآن الكريم ،المائدة: 48) وهو طريق واضح لا أعوجاج فيه، وقد أرتبط مفهوم المنهج بتطور مفهوم التربية وتطور المجتمعات وتقدمها، حيث أهتمت التربية بالنمو العقلي للمتعلم، أما المنهج التعليمي فقد كان يُنظر إليه بانه مجموعة من المقررات الدراسية التي تقررها المدرسة على المتعلمين ومع دخول المجتمعات في القرن العشرين تحول الاهتمام للمتعلم من حيث الميول والحاجات ومتطلبات نموهم بدلاً من المادة الدراسية. (السر،2014).
ان تصميم المناهج تطويرها بدأت منذ عقود مضت بكيفية تتناسب مع الظروف الاجتماعية المناسبة للمجتمع، ولكن التطور السريع والتوسع العمراني في المدن والقرى والانفتاح العالمي من خلال وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي عكست بأثارها على الظروف والتقاليد الاجتماعية مما استعدى تغييرًا تربويًا تعليميًا يوازي تلك التغيرات. (محمود، 2014).
ويعتبر الكتاب المدرسي كأحد أهم مكونات المنهج بمفهومه الواسع ويعد من أهم الوسائل التعليمية المعينة التي تؤثر في المتعلم في جميع دول العالم المتقدمة والنامية، ونموه الفكري والمعرفي والمهارى و الوجداني كونه يحتوي على المادة العلمية المصممة والمقررة والملائمة لأهداف المنهج ومفرداته، الذي يتناول المتعلم بالدراسة والتمحيص، كما أن الكتاب المدرسي يرسم حدود المادة العلمية الرئيسة المقررة، ويفتح أفاقاً أكبر للأستزادة والتحصيل العلمي، ويساعد المعلم على معرفه القدر اللازم ليقدم للمتعلمين في ضوء الأهداف والكفايات والمهارات المرسومة.(الحسين،2017).
ولذلك يرى طعيمة (2008، 20)، أن المستجدات التي حدثت قد فرضت علينا تطوير الكتاب المدرسي وتحديثه حتى يواكب هذه التطورات والمستجدات، ولذلك لا يقتصر الأمر على حذف فصل أو إضافة آخر فحسب، وإنما يتعدى ذلك إلى مراجعة الأطر العلمية التي يستند عليها محتوى المنهج المدرسي.
ويرى الخوالدة (2004، 301)، أن الكتاب المدرسي يشكل في المؤسسة التربوية أهم مصدر تعليمي وأداة مهمة من أدوات التعليم والتعلم، فهو يمثل أكبر قدر من المنهج التربوي المقرر، ويوفر أعلى مستوى من الخبرات التعليمية الموجهة نحو تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة، وحرصت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية على تطوير نظام التعليم وفق رؤية مستقبلية، وذلك بهدف تنشئة طالب يحقق أعلى إمكاناته، ذي شخصيةٍ متكاملة ومشاركة في تنمية المجتمع ومنتمية لدينها ووطنها، من خلال نظام تعليمي عالي الجودة، نتيجة للتحولات التطويرية المرتبطة بكلٍ من أدوار المعلم والمتعلم والمحتوى المدرسي (سعادة والعميري 2019، 623).
أن جوهر التربية الإسلامية نابع من الأصول الدينية الإسلامية، وهي ليس مجرد شريعة ودين وإنما هو نهج كامل وطريقة حياة شاملة تدعو العقول للعمل والتفكير، حيث اهتمت بالجوانب الشخصية المختلفة اهتمامًا متوازنًا فجمعت بين تهذيب النفس وتصفية الروح وتثقيف العقل وتقوية الجسم، ومن ثم اهتمت بتدريس جميع أنواع العلوم، وهدفها في ذلك تعميق الإيمان بالله تعالى في نفوس المسلمين (البستنجي، 2020، 148-149)، وقد أحدثت وزارة التعليم تغييرات في كتب الدراسات الإسلامية كغيرها من المقررات الأخرى في جميع المراحل الدراسية، حيث بدأت بتطبيق كتب الدراسات الإسلامية للمرحلة المتوسطة وقد شمل التغيير مجالات عدة مثل نتاجات التعلم، وإستراتيجيات التدريس، والأنشطة والوسائل، وأساليب التقويم، وإخراج الكتاب الفني، ومصادر التعلم، ومحتوى الكتاب المدرسي، كما حرصت على حث جميع العاملين في الميدان التربوي على تزويدها بالمقترحات والملحوظات التي تسهم بالارتقاء بمستوى الكتاب المدرسي، وتحسين صورته.
ومع بزوغ حركات الإصلاح والتطوير التي شملت المناهج وكان لها تأثيراً على الساحة التربوية عالمياً وإقليمياً؛ فإن من أحدث التوجهات التربوية التي ارتبطت بها هي تطوير التعليم القائم على المعايير؛ إذ تبنته كثير من الدول المتقدمة في سياق جهودها لرفع كفاءة النظام التعليمي من خلال تحديد مستويات أداء محددة، وتمثل مناهج التعليم محور عمليات التعليم والتعلم التي يمكن من خلالها صياغة جيل المستقبل.
انطلاقاً من ديننا الإسلامي الذي يعد أول الأسس في بناء معايير مناهج التعليم حيث يُبرز هذا الأساس جوانب أركان الإسلام والإيمان والإحسان وما يتضمنه من مقاصد وغايات، واعتدال يمثل وسطية الإسلام وسماحته. كما تبرز أهمية تزكية النفس وتقوى الله والتحلي بالقيم والأخلاق الإسلامية، ومبادئ اليسر والتيسير، والرفق بالخلق وجوانب تتعلق بتعزيز الإسلام لقيم المواطنة، وعمارة الأرض وإعلاء شأن العقل.(هيئة تقويم التعليم والتدريب ، 2019 ،17).
أن في المملكة العربية السعودية وجد هيئتا تقويم الأولى: الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي والثانية تقويم التعليم ،حيث تركز الأولى على التعليم الجامعي وتركز الثانية على التعليم العام .وقد قدمت كل منهما قائمة معيارية لضبط الجودة وتحسين الممارسات حيث يأتي الكتاب في المعيار الرابع: التعلم والتعليم ،والمعيار السادس: مصادر التعلم في التعليم الجامعي.(الحسين، 2017 ، 49).
وبالرجوع إلى الأدب التربوي وجدت العديد من الدراسات السابقة التي أعتمدت على هذه المعايير، فقد وضح البطوش (2016) في دراسته أن ما يشهدهُ العصر من تطور معرفي وتقني فرض على الكتاب المدرسي ضرورة التطوير والتحديث ليواكب مستجدات العصر ومتطلباته وبناء على ذلك فقد تم تطوير مادة الدراسات الإسلامية بما يتفق مع جودة معايير الكتاب المدرسي.
وتدعم ذلك دراسة كبها (2019) إلى ضرورة إهتمام مطوري الكتب بالمقدمة وصياغتها بشكل واضح تثير دافعية الطالب ،واستخدام إستراتيجيات وطرائق تدريس حديثة والتنوع بالوسائل والأنشطة المتضمنة في كتب التربية الإسلامية، وأكدت دراسة التميمي والخوالدة (2013) أن منهج الدراسات الإسلامية يحتاج إلى إعادة النظر في توظيف التكنولوجيا بصورة أكبر والاهتمام بالأنشطة التعليمية التي تراعي احتياجات واهتمامات وميول الطلبة، وأضاف الواهبي(2021) إلى تدريب معلمي ومعلمات التربية الإسلامية وخاصة التوحيد على أهمية الالمام بمعتقدات وأفكار الطلاب وفق الأسس الدينية السليمة.
مشكلة الدراسة:
أهتمت المملكة العربية السعودية بتطوير مناهج التعليم بما يحقق رؤية 2030لإعداد مناهج متطورة تركز على الجوانب المهارية والفكرية لتحقيق التنافس في جميع مجالات الحياة.
أن أبرز ما يميز عصرنا الحالي زيادة الوعي بأهمية الكتاب المدرسي، حيث يعد تحليل الكتب المدرسية من الدراسات المهمة ولا سيما المنهاج، فهو أساس كل تنمية وتطور، ما يجعل السياسات التربوية تتبنى المناهج المستوحاة من تشريعاتها وتنظيماتها المبنية على تكوين المجتمعات وطبيعتها الثقافية، لذلك فإن أمر المتابعة المستمرة للكتاب والقيام بالعمليات التقويمية في غاية الأهمية، وذلك لأن التقويم من الوسائل المهمة في معرفة مدى صلاحيته وجودته وما يعزز المجتمع المحلي وحاجات المتعلمين، والوصول لنتائج إيجابية تسهم في تطوير الكتاب المدرسي، وتطوير العمليات التعليمية والتعرف على مدى ترجمة الكتب للأهداف التربوية، وتصور جوانب القوة وتعزيزها والضعف ومعالجتها في الكتب وجعلها في أيدي صناع القرار الذين يسهمون في التطوير والتحسين والتعديل أو الحذف، وذلك من أجل تحسين العمليات التعليمية التدريسية والوقوف على ما يواجه المتعلم من صعوبات في الوصول إلى العملية التعليمية الفعالة، والمساهمة في تقديم منهجية للبحث في تقويم الكتب المدرسية، ويمكن تجريبها قبل التعميم وفق المعايير المعاصرة المحددة.
أسئلة الدراسة:
تتحدد مشكلة الدراسة في إجابتها عن السؤال الرئيس التالي: ما تقويم كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط في ضوء المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي وآراء المختصين؟
ويتفرع من هذا السؤال:
1- ما مدى توفر المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي في كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط، وذلك من حيث المعايير الخاصة بـ: المقدمة، والأهداف، والمحتوى، والأنشطة، والتقويم، وتصميم الكتاب وإخراجه؟
أهداف الدراسة:
سعت هذه الدراسة إجمالًا إلى تقويم كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط في ضوء المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي وآراء المختصين، أما تفصيلًا؛ فهدفت الدراسة إلى:
2- ما درجة مراعاة المعايير كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط، للمعايير المعاصرة من حيث المعايير الخاصة بـ: المقدمة، والأهداف، والمحتوى، والأنشطة، والتقويم، وتصميم الكتاب وإخراجه؟
3- ما آراء المختصين نحو مدى توفر المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي في كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط، وذلك من حيث المعايير الخاصة بـ: المقدمة، والأهداف، والمحتوى، والأنشطة، والتقويم، وتصميم الكتاب وإخراجه؟
4- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابات أفراد عينة الدراسة من المختصين نحو مدى توفر المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي في كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط تُعزى لمتغيرات: المستجيب، والجنس، والمنطقة الجغرافية، وسنوات الخبرة؟
5- ما مدى التوافق أو الاختلاف بين توفر المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي في كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط وبين آراء المختصين؟
6- ما مقترحات تطوير كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط في ضوء نتائج الدراسة؟
أهمية الدراسة:
تكمن أهمية هذه الدراسة في أهمية موضوعها، إذ إنها تسلّط الضوء على موضوع في غاية الأهمية ألا وهو تقويم كتب الدراسات الإسلامية في ضوء المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي المعتمدة من قبل وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية، حيث تمت صياغة الكتب المدرسية على أساسها، كما يعبر عن ذلك المضمون التعليمي لكتب الدراسات الإسلامية في المرحلة المتوسطة، وفوق ذلك فإن أهمية الدراسة تبرز في ظل محدودية الدراسات السابقة التي تناولت موضوعها على مستوى المملكة العربية السعودية، واستجابتها لتوصيات بعض المؤتمرات والبحوث والدراسات التي دعت إلى القيام بدراسات علمية تتناول تقويم الكتب المدرسية في ضوء المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي، بالإضافة إلى ما سبق فإن أهمية الدراسة تتمثل في الفائدة المرجوة من النتائج التي تفضي إليها، إذ من المتوقع أن تفيد هذه الدراسة جميع الجهات المعنية بالعملية التربوية وتطوير المناهج والكتب المدرسية، فهي قد تفيد المسؤولين عن المناهج ومؤلفي كتب الدراسات الإسلامية في إعادة النظر في المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي عند تطويرها أو تأليفها من جديد، وإضافة إلى ما يمكن أن يفيد الباحثين والدارسين في تزويدهم بالأدب التربوي المتصل بالدراسة والأدوات التي استخدمت مثل قائمة المعايير المعاصرة لجودة الكتاب المدرسي، وفتح الآفاق أمامهم إلى مزيد من الدراسات والبحوث المستقبلية في هذا المجال.
مصطلحات الدراسة:
التقويم:
عرفه سعادة والعميري (2019، 48)، "بأنه العملية التشخيصية العلاجية التي تهدف بالدرجة الأساس إلى الكشف عن جوانب الشيء المراد تقويمه، وذلك من أجل العمل على دعمها أو تعزيزها، ثم تحديد نقاط الضعف فيه، كي يتم بذل الجهود الحثيثة في سبيل إصلاحها أو التخلص منها، بحيث يتم في نهاية هذه العملية إصدار حكم على الشيء الذي تم تقويمه، بأن يبقى كما هو، أو أن يتم إصلاحه بشكل جزئي أو كلي من أجل التحسين أو تبديل بعض الأجزاء، أو القيام بعملية التطوير، أو حتى التغيير الكامل للوضع برمته".
إجرائيًا: هي عملية منهجية تم من خلالها إصدار حكم قيمي على كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط من خلال مقياس أُعد لهذا الغرض من أجل التعرف على نقاط القوة والضعف في الكتاب وإصدار الأحكام في ضوئها.
الدراسات الإسلامية:
يعرف إجرائيًا للدراسة الحالية: مقرر الصف الثالث المتوسط من قبل وزارة التعليم والمتضمن (التفسير، والتوحيد، والفقه، والحديث) بجزأيه الأول والثاني.
المعيار:
"مجموعة من الشروط والأحكام التي تعد أساسًا للحكم الكمي أو الكيفي من خلال مقارنة هذه الشروط بما هو قائم وصولًا إلى جوانب القوة والضعف ". (p153: 1973 (Carter.
وعرفت هيئة تقويم التعليم والتدريب (2019) معايير المحتوى بأنه" وصف محدد لمستوى الإنجاز المتوقع من المتعلم بعد دراسة مجال التربية الإسلامية، حسب المستويات والصفوف الدراسية". (ص.74).
وعرفه (الضبع 2006 كما ورد في سعادة والعميري2019، 50)، "بأنه النموذج الذي يتم الاتفاق عليه ويُحتذى به بهدف قياس درجة اكتمال أو كفاءة شيءٍ ما من الخارج، على أن يمثل عبارات ٍوصفيةً تحدد الصورة المثلى التي ينبغي أن تتوفر في هذا الشيء الذي توضع له المعايير، أو التي يتم العمل على تحقيقها لاحقًا".
المعايير المعاصرة:
"مجموعة من البنود المعيارية المُشتقة من مُنطلقات التطوير التربوي، ونتائج الأبحاث والدراسات التربوية الحديثة محليًا وعربيًا وعالميًا، التي تُمّثل مواصفات الكتاب المدرسي الجيد" (إلياس، 2015، 186).
آراء المختصين:
أعضاء هيئة التدريس ومن في حكمهم من معيدين ومحاضرين مختصين في المناهج وطرق تدريس الدراسات الإسلامية بالجامعات السعودية.
المرحلة المتوسطة:
عرفها الحقيل (2011) بأنها "مرحلة ثقافية عامة، غايتها تربية الناشئ تربية إسلامية شاملة لعقيدته وعقله وجسمه وخلقة، يراعي فيها نموه وخصائص الطور الذي يمر به، وهي تشارك غيرها في تحقيق الأهداف العامة من التعليم".
وتُعرف إجرائياً بأنها المرحلة التي تقع ما بين المرحلة الإبتدائية والمرحلة الثانوية، ومده الدراسة بهذه المرحلة ثلاث سنوات، لينتقل للدراسة الى المرحلة الثانوية العام أو المهني.
المبحث الأول: التقويم:
مقدمة:
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وكرّمة عن سائر المخلوقات بما هو أصوب وأعدل ووصولًا للحق، ووردت مشتقات كلمة التقويم في أكثر من آية، حيث قال الله تعالى: )لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ( (التين، 4)، فقد خلق الله الإنسان في أحسن صورة وميّزه بالعلم والفهم والتمييز وما خصه الله به من حسن التركيب والتقويم والتعديل، وبيّنت الآيات أن التقويم هو طريق الرشاد في الدارين في قوله تعالى: )إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أن لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا(، (الإسراء، 9)، ووفق أثر التحولات العديدة والمتلاحقة بشكل واضح في كل مجالات الحياة خاصة التعليم، فيعد التقويم من أهم مكونات النظام التعليمي في العمليات التعليمية، إذ عن طريقه تتم معرفة جوانب القوة وتعزيزها والضعف وعلاجها في المناهج والبرامج التعليمية من حيث المعلم والمتعلم والكتاب المدرسي والأهداف وطرائق التدريس وأساليب التقويم، بما يعكس واقع المجتمع وحاجاته ومتطلباته ويعد التقويم من العناصر الأساسية في منظومة العملية التعليمية، لما له من أدوار فاعله في نجاح المناهج من حيث التوازن والتكامل وإصلاح من مختلف العناصر، إذ يعتمد نجاح النظام على جودة ودقة التقويم .
مفهوم التقويم:
ويقصد بالتقويم "القيمة أي تحديد قيمه الشيء أو المعنى عقب رحلة علمية أو زيارة ميدانية أو عمل أو مبايعة أو مقابلة أو أي وجه من أوجه النشاط، وذلك بالنسبة لهدف معين ومحدد سلفًا، والنشاط التعليمي يتطلب أن نحكم عليه ونخضعه للتقويم، لمعرفة ما حققه من أهداف، ومعرفة نواحي القوة والقصور أو الإيجابيات والسلبيات لتقليل عوامل القصور وتلافي السلبيات وزيادة عوامل النجاح ودعم الإيجابيات عند الشعور بالفشل أو وصول أنبائه أو اختلاط أحاسيسه" (محمود، 2004، 17).
"هو العملية التي يقوم بها الفرد او الجماعة لمعرفة مدى النجاح أو الفشل في تحقيق الأهداف العامة التي يتضمنها المنهج وكذلك نقاط القوة والضعف به حتى يمكن تحقيق الأهداف المنشودة بأحسن صورة ممكنة" (الوكيل، المفتي، 2005، 162).
ويعرّف التقويم بأنه "تلك الإجراءات التي يتم عن طريقها تحديد المعلومات الوصفية والتحكيمية، وجمعها واستخدامها من أجل إصدار الأحكام المناسبة أو القرارات الملائمة" (سعادة والعميري، 2019، 48).
التقويم التربوي:
"الوسيلة التي يمكن للمدرس أو التلميذ وكل من له صله بالعملية التعليمية أن يتعرف عن طريقها على المستوى الذي وصل إلية التلميذ في تعلمه" (فرحان، 2008، 28).
عرّفه الجبلي (2005)، بأنه "عملية منظمة لجمع وتحليل المعلومات، بغرض تحديد درجة تحقيق الأهداف التربوية، واتخاذ القرارات بشأنها لمعالجة جوانب الضعف وتوفير ظروف النمو السليم المتكامل من خلال إعادة تنظيم البيئة التربوية وإثرائها" (ص 23).
"عملية منظمة لجمع وتحليل المعلومات بغرض تحديد درجة تحقيق الأهداف واتخاذ القرارات بشأنها" (عقل، 2000، 25).
نشأة تقويم المناهج:
أنزل الله تعالى في تقويم السلوك البشرية ،فقال : ( إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) [سورة الإسراء:9]،ولما شُرعت التشريعات المستقبلية العادلة من صلاة وزكاة، وتم وصف ديننا الإسلامي بقوله تعالى : ( وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) [سورة البينة:5]،فمن صفات الرب سبحانه(الْحَيُّ الْقَيُّومُ)[سورة آل عمران:2]؛ أي القائم بشوؤن خلقه تدبيراً وإماتهً(البدر،2009؛الطبري،2012)،واتفق علماء التربية أن مفهوم التقويم على أنه الإصلاح والتعديل نابع من المصادر وهي القرآن الكريم والسنة النبوية.أما في الأوساط التربوية فقد كان التقويم ينصب على جانب واحد في المنظومة التعليمية التربوية وهو ما تحصل عليه المتعلم من معلومات،أما المفهوم الحديث فقد أصبح ممتداً للجوانب التعليمية المختلفة من المقررات والكتب والأنشطة والوسائل التعليمية واختبارات المتعلمين والمباني المدرسية(الوكيل والمفتي ،2011).
إن تقويم المناهج التعليمية من أهم جوانب المنظومة؛إذ يشمل المقرر الدراسي خطة للموضوعات التي تحتوي على المعارف والمهارات والقيم والاتجاهات وفق حاجات المتعلمين في ضوء طبيعة التخصص العلمي.وأصبح تقويم المناهج معروفاً في نهاية الخمسينات من القرن الماضي،وامتدت الدراسات لتشمل الدول الأقل تقدماً ولم تكن هذه الدراسة مقتصرة على الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا،وفي ستينات القرن الماضي ازدادت الابحات والكتب الخاصة بالتقويم،وفي سبعينات القرن نفسه استقلت ابحات التقويم في ميدان العلوم الاجتماعية وظهرت مؤلفات تناقش التخطيط والتنظيم للبحوث التقويمية،وأنشئت أول مجلة لأبحاث التقويم ثم تتابعت اللقاءات والمجلات بسرعة فائقة،وثم أتت مرحلة تمهين تقويم المناهج التي بدأت في منتصف السبعينات من القرن العشرين بمحاولات من نخبة العلماء الذين برزا في التقويم التربوي في مراكز التقويم المتخصصة والجامعات،ونتيجة ذلك ظهرت نماذج للتقويم التربوي بشكل عام ،ومن ذلك تقويم البرامج التعليمية والمناهج الدراسية،وتعددت أغراض التقويم في المناهج مما انتج عن ذلك الموسوعات المميزة وفي ثمانيات القرن العشرين أصبحت أبحات التقويم أكثر نضجاً ،ثم أتت مرحلة ظهور حركة المعايير العالمية للتقويم التربوي،ويعد تقرير(أمة في خطر) من أهم أسباب ظهور حركة المعايير العالمية للتقويم التربوي،ومن ضمنها معايير تقويم المناهج،ووضع الأطر العلمية لحركة المعايير التربوية مع بداية العقد الأخير من القرن العشرين وأطلق على هذه الفترة اسم عصر المعايير. (سعادة والعميري،2019).
ولم يكن تقويم مناهج التربية الإسلامية بالمملكة العربية السعودية بمنأى عن هذه الاتجاهات الحديثة،فقد اهتم الباحثون والمختصون في التربية الإسلامية بدراسة المعايير من حيث مفهومها وأهميتها وأسس تطبيقها، ودراسة تقويم مناهج التربية الإسلامية بالمملكة العربية السعودية في ضوء بعض المعاييرمثل: معايير جودة المناهج،ومعايير جودة الكتب المدرسية،والمعايير اللأزمة لبناء المنهج.(المالكي،2015).
أهمية التقويم:
لقد عرف التربويون ما يقوم به التقويم من دور فعال وأساسي في العمليات التربوية، وتطور التقويم بتطور الفلسفة التربوية، وتنوعت أساليبه وتعددت أهمية التقويم في تحقيق ما يأتي:
1. تحقيق الأهداف التربوية التعليمية في بيان قيمة التحصيل لدى المتعلم.
2. تحسين المنهج المدرسي بما يقف على مدى فهم المتعلم لما تلقوه من حقائق ومعلومات ومدى تطبيق ما تعلموه في حياتهم.
3. معرفة المعلم في مدى تحقيق الخطة التعليمية للأهداف التعليمية والسلوكية الخاصة في كل مرحلة.
4. مساعدة المعلم في تصور الواقع وتحديد مشكلاته ومدى صحة الفروض التي يقوم عليها التحديث والتجديد.
5. مساعدة المعلم في التعرف على ما لدى المتعلم من فروق فردية بين المتعلمين.
ولا يفوتنا أن ننوه بالجهود التي تسعى إليها المملكة العربية السعودية متمثلة في وزارة التعليم من تحسين العملية التعليمية ونوعيتها وتطوير الكتب المدرسية وأساليب تقويمها وقياس نواتج التعلم وماتم اكتسابه من معلومات ومهارات وتحول ملحوظ في النظام التعليمي .
ويأتي حرص المملكة العربية السعودية لأهمية التقويم بإنشاء هيئة تقويم التعليم والتدريب وهي هيئة عليا ذات شخصية اعتبارية ومستقلة مالياً وإدارياً،وقد تأسست عام 1438هـ ولها أرتباط برئيس مجلس الوزراء وهي جهة تنظيمية قائمة على عمليات التقويم الحكومي والأهلي ،وكذلك جهات التقويم والقياس وإعتماد المؤهلات، لرفع الجودة والكفاءة وتسهم في خدمة التنمية الوطنية والأقتصادية وفق رؤية 2030.
وكذلك تبرز أهمية التقويم بما أصدرته هيئة التعليم والتدريب قراراً لحصول المعلم على الرخصة المهنية التي تساعد على رفع جودة أداء المعلم وفق معايير محددة أصدراتها الهيئة لمزاولة مهنة التعليم في فتره زمنية معينة.(هيئة تقويم التعليم والتدريب).
خصائص التقويم الجيد:
إن التقويم التربوي الجيد ينبغي أن يمتاز بمجموعة من الخصائص التي يتصف التقويم بها لكي يؤدي رسالته على أفضل وجه، وتتصل هذه الخصائص بمفهوم التقويم وما يؤديه من خدمات في المجال التربوي لأجل أن يؤدي وظائفه بكفاءة بغية التطوير والتحسين، وأهم ما يتصف به التقويم من خصائص:
1. ينبغي أن يكون التقويم متسقًا مع الأهداف:
من الضروري أن تتسق عملية التقويم في اتجاه واحد في تحديد الأهداف مع مفهوم المنهج وفلسفته وأهدافه، فإذا لم تُحدد الأهداف وتكون منطلقًا لكل عمل تربوي فإن التقويم يكون عشوائيًا ومتخبطًا لا يُساعد على إصدار الأحكام الصحيحة واتخاذ القرارات المناسبة، وعليه فإن عملية التقويم لا تكون ذات معنى إلا إذا انبثقت عن الأهداف التربوية (عبدالله، 1986، 105).
2. ينبغي أن يكون التقويم شاملًا:
التقويم الشامل هو الذي يتناول العملية التعليمية بجميع مكوناتها وأبعادها، وربما كانت أبرز نواقض برنامج التقويم الخاص هي عدم الشمول، وهذا ما كان عليه التقويم في الماضي، بعدم اتصافه بالشمول، حيث كان مقصورًا على جانب واحد وهو تحصيل المعلومات وقياس كمية المعلومات التي حصل عليها المتعلمون في كل المواد.
التمييز بين القياس والتقييم والتقويم:
أشار الحارثي (2022) إلى الفرق بين القياس والتقييم والتقويم كما يلي :
جدول (1) التمييز بين القياس والتقييم والتقويم.
المقارنة |
المفهوم |
مثال |
القياس |
هو وصف كمي لظاهرة أو جوانب متعددة ويعبر عن ذلك عددياً |
مثال: حصل الطالب محمد على 90من 100(وصف) |
التقييم |
هو إصدار حكم على قيمة الأشياء أو الأفكار على أن يتم هذا الحكم في مستوى أو محك أو معيار معين |
مثال: حصل الطالب محمد على تقدير ممتاز (إصدار حكم) |
التقويم |
هو التعديل والإصلاح بعد التشخيص فهو الأعم الأشمل |
يعطى محمد برامج علاجية أو يعيد دراسة المقرر |
هيئة تقويم التعليم والتدريب في المملكة العربية السعودية:
سعت المملكة العربية السعودية لمواكبة العالم فيما يشهده من تنافسات عالية في الانفتاح المعرفي والتقني بتطوير المناهج بما يتواكب مع التسارع المعرفي والاقتصادي والتقني وهذا يجعل المتعلم يكتسب العديد من المهارات التي تؤهله للقيام بدوره على أكمل وجه، وقد حظي التعليم بالعديد من أساليب التطوير التي ظهرت في الفترات الماضية الى وقتنا الحالي، ومما أشار إليها موقع هيئة تقويم التعليم والتدريب في الاتي:
1. في عام (1428ه) صدرت موافقة المقام السامي في تنفيذ مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم (مشروع تطوير).
2. وفي عام (1431- 1432ه) طبق المشروع الوطني الشامل لتطوير المناهج في جميع المدارس الابتدائية والمتوسطة.
3. وفي عام (1434ه) صدر قرار مجلس الوزراء بإعداد برنامج المعايير الوطنية لمناهج التعليم العام التابع لهيئة تقويم التعليم.
4. تركيز تطوير المناهج على المهارات الأدائية من خلال العمل والممارسة الفعلية للأنشطة وربط المعلومات والتعلم بالحياة. (هيئة تقويم التعليم والتدريب).
إن من أهم عمليات تجويد التعليم هو تقويم التعليم من حيث الأسس التطويرية التربوية والتعليمية لأنه يمثل عنصراً أساسياً في المؤسسات الحكومية من أجل الارتقاء بالعمليات التعليمية من جميع الجوانب من حيث العناصر والمستويات وهذا ما تسعى الية الهيئة مع مراعاة مواءمتها لواقع التعليم السعودي مع أخذ التدرج في التغير للرقي بالتعليم العام في المملكة العربية السعودية إلى مستويات عالمية تنافسية.
منهج الوسطية والاعتدال، وتقدير مكانة المملكة العربية السعودية ودورها في خدمة الإسلام، واكتساب مهارات التفكير السليم مقدراً مكانة العلم والعلماء، ومتمكناً من معرفة حقوقه ومؤدِّيٍا واجباته.(هيئة تقويم التعليم والتدريب،2019).
والناظر إلى جهود المملكة العربية السعودية في إعداد الوثائق لمناهج التعليم لمواكبة المستجدات التربوية المعاصرة في ضوء معايير عالية الجودة محددة بدقة، يوقن بأن الجهود تستحق تآزراً من الجهات المسؤولة، وذلك لتظهر آثارها على واقعاً ملموساً من خلال المخرجات النهائية للتعليم، وهم المتعلمين الذين يمثلون المنتج الحقيقي للعملية التعليمية، وما تسعى اليه المملكة العربية السعودية للارتقاء بهم في مصاف الدول المتقدمة.
بعد العرض الموجز في هذا المبحث عن التقويم ودوره في العملية التعليمة وعرض جهود المملكة العربية السعودية في تقديم المنظور الفكري للمناهج التعليمية بشكل عام والدراسات الإسلامية بشكل خاص؛ ستركز الباحثة الضوءَ في المبحث الثاني على دور الكتاب المدرسي وتجويده، لارتباطه الوثيق بالتنمية المستدامة والحراك المجتمعي في ظل الاقتصاد المعرفي.
المبحث الثاني: الكتاب المدرسي:
الفرق بين المنهج والمقرر والكتاب المدرسي:
ارتبط مفهوم المقرر بالمنهج الذي يعني بمفهومه التقليدي المعلومات والحقائق والمفاهيم والأفكار التي يدرسها المتعلم من حيث المواد الدراسية، أما المنهج بمفهومه الحديث فهو مجموعة من الخبرات التي تهيئها المدرسة لمساعدة المتعلمين لتعديل سلوكهم ونموهم الشامل (الوكيل،2008).
ثم توسع مفهوم المنهج ولم يعد قاصراً على المعرفة؛ وإنما أصبح يشمل مجموعة الخبرات التي تقدم للمتعلمين داخل المدرسة أو خارجها ضمن خطط منظمة لمكونات المنهج، وهي :الأهداف كنواتج مرغوبة، والمحتوى كخبرات منظمة، وأساليب التدريس كوسائل لتوصيل الخبرات، والتقنيات التعليمية كوسائل مساعدة لتوصيل الخبرات وزمن التعليم لضبط العمليات والمخرجات والتغذية الراجعة(الزند وعبيدات،2010).أما الخبرات التعليمية كالمواقف التعليمية التي تتضمن المعارف والاتجاهات والمهارات والقيم، تتم فيها تتم فيها عمليتا التربية والتعليم.(الخليفة،2017).
وهاذا التداخل بين مفهوم المنهج والمقرر والكتاب المدرسي، وفصل ذلك وقراره، أن المقرر يرتبط بمفهوم الخطة الدراسية التي تشير إلى توصيف كامل للمقرر الدراسي الذي يدرسه المتعلمين من حيث: تحديد القائم على تدريسه والفئة الطلابية المستهدفة، ومجموعة الأهداف التعليمية المراد تحقيقها من الموضوع الذي سيتناولها المقرر، وتوزيعها على مدة الدراسة وأهم المتطلبات لتنفيذه، وأساليب التقويم للحكم على مدى تحقق الأهداف، وقائمة المراجع تدعم تعليم المقرر وتعلمه، ويتضمن المقرر مجموعة من العناوين والمواضيع والعناصر التي يدور حولها المحتوى التعليمي، ويلتزم الطلاب بدراستها في فترة زمنية محددة تتراوح بين الفصل الدراسي الواحد والعام الدراسي الكامل وفق خطة محددة.(الحصان،2017).
وعلى ذلك؛ فالكتاب المدرسي هو كتاب مطبوع أو إلكتروني يشمل موضوعات دراسية مقررة بتفصيلاتها العلمية كافةً، يتكون من عده وحدات دراسية تشتمل على عده دروس فرعية تدور حول موضوع واحد فالدرس يتضمن قدرًا محدوداً من المعلومات والخبرات المرتبطة بموضوع واحد. فكل منهج محتوى، وكل محتوى يشمل على وحدات دراسية، وكل وحدة تشمل عدداً من الدروس التي تغطي الجوانب المختلفة للموضوع. وقد يظن البعض أن الكتاب المدرسي هو المنهج لكنه يختلف، فالكتاب وثيقة مطبوعة على شكل مجلد ملون من عده صفحات تحوي الموضوعات المقرر دراستها وبيانات وصور وغيرها، وهو المرجع الأول الذ يعود إليه الطالب، ويسمى كتاب الطالب. (الحصان،2017).
مفهوم الكتاب المدرسي:
"هو كتاب أكاديمي مطبوع معد لتحقيق أهداف مقرر/ مادة دراسية: جغرافيا، ولغة عربية، وعلوم.. إلخ، وتقرره السلطات التعليمية على طلاب/ طالبات فرقة دراسية معينة، وغالبًا ما يكون هو المرجع الأساسي الذي يعودون إليه لتحصيل محتوى المقرر أو المادة الدراسية (زيتون، 2008، 467).
ويذكر الحسين (2017)، أن الكتاب المدرسي "مجموعة من المكونات أو الوحدات المعرفية، التي تم تأليفها بشكل يناسب الخصائص العمرية والنفسية لكل صف دراسي، وفي هذا التأليف يتدرج عرض البناء المعرفي من مفاهيم وحقائق وقوانين ومبادئ ونظريات تسهم في تحقيق النمو المتكامل والشامل للمتعلمين وتواكب نظرة المجتمع ومتطلباته" (ص 39).
أهمية الكتاب المدرسي:
يعد الكتاب المدرسي وسيلة تتيح للمتعلمين التعلم على مهل وروية، وماذا سوف يقدم المعلم للمتعلمين والمتلقين له، فهو كالطريق المستنير الذي يسر المعلم على الاتجاه الصحيح والسليم، فهو مهم بحسب ما يناط به من قبل الدولة، لما يقدم من فرص للوظائف، وكذلك لتحسين المناهج المدرسية وعناصرها وأولها الكتاب المدرسي، ومن أهمية الكتاب المدرسي ما يلي:
1. الأداة الأولى التي يعتمد عليها المتعلمون في الحصول على العلوم والمعارف حتى هذه اللحظة رغم وجود من يؤكد على غير ذلك.
2. الأداة الأولى التي يعتمد عليها المعلم لإيصال المعلومة إلى المتعلمين.
3. الأداة الأولى التي تستخدم كمحك ومعيار لقياس حصيلة المتعلم من المعلومات، فكلما كان المتعلم أقرب إلى معلومات الكتاب المدرسي فاهمًا ما فيه، كان أقرب إلى أعلى درجات التحصيل الدراسي.
4. عنصر فعّال من عناصر المنهج ومكوناته بمفهومه الواسع والحديث.
5. ركيزة أساسية في التعليم الحكومي والأهلي.
6. وسيلة لإيصال المعلومات في المناطق النائية والبعيدة والتي لا تتوفر بها مراكز ومصادر تعلم.
7. وسيلة لإيصال الاتجاهات الحديثة إلى المتعلمين (الحسين، 2017، ص 35).
8. وأشار إبراهيم وآخرون (2006)، إلى أهمية الكتاب المدرسي بأنه يضيف خبرة للمتعلمين ذات مستوى يناسب مراحلهم العمرية.
9. يرتب وينظم تنظيمًا منطقيًا ونفسيًا حول بعض الموضوعات.
10. يطمئن المعلمين والمتعلمين ويشعرهم بالأمان في الرحلة التي يسير فيها، فتتضح رؤية المنهج من أين تبدأ إلى ما تنتهي.
11. يعتمد عليه المعلمون في الخطط الصفية للمنهج، ويزود المتعلمين بمحتوى الامتحان ويطرح أنشطة داخل المحتوى يمارسونها؛ ويساعد المعلمين في وضع نماذج الأسئلة وإجابتها.
مواصفات الكتاب المدرسي:
إن الكتاب المدرسي هو منتج قام بتأليفه ومراجعته فريق أكاديمي من المختصين، باعتبارهم من هيئة التطوير والتحسين والمراقبة التربوية، ومساهمين في تحويل المناهج إلى مواد تدريسية حيث إن هيئة التدريس هي المسؤولة في المكونات الأكاديمية المدرسية داخل الفصل، وتشكيلها في أنشطة وباقي المعلومات الأخرى التي تمثل أشكال التعبير في المواد الدراسية حسب الكفايات الخصوصية ونوعياتها، حيث إن تأليف الكتب المدرسية ومراجعتها لا تكون ارتجالية أو انطباعات شخصية وأهواء ذاتية، بل هي تسير وفق أهداف وغايات للنظام التربوي، ولذلك وجب أن تتوفر فيه مواصفات يمكن إجمالها كالآتي:
1- مسايرة محتوى الكتاب المدرسي لجديد البحث العلمي في المواضيع التي يقترحها البرنامج.
2- وجود انسجام كامل بين المضامين الواردة في الكتاب والأهداف المسطرة، سواء على شكل أهداف عامة أو قدرات نوعية.
3- مراعاة المادة المقدمة للتلاميذ سواء المعرفة أو المهارية، ومستوى التلاميذ وعمرهم العقلي والزمني، مع استحضار عنصري التنوع والوضوح في كل محتوياته خاصة بالنسبة للوثائق المتضمنة فيه، والتي تمارس جاذبية خاصة للمتعلمين.
4- وجود منطق داخلي يراعي خصوصيات المادة، ولا يغفل عناصر مهمة مثل التسلسل، والتدرج، والانتقاء.
5- الاهتمام بالتقويم بمختلف أشكاله، واستعمال الأفعال التي تتوفر فيها شروط الإجرائية لكي يسهل على المتعلمين فهم الإنجازات المطلوبة منهم (عليمات، 2006، ص 35-36).
6- وأضاف ابن سلمة والحارثي 1426ه، شمولية الموضوع على العناصر الأساسية والأفكار المترابطة الصحيحة والبيانات والمعلومات التي تؤدي إلى تطوير المهارات الحياتية المختلفة.
7- معالجة المحتوى بنسبة متوازنة من حيث السعة والعمق وصعوبة النصوص واستخدام عنصر التشويق.
8- يقدم القضايا والمشكلات وعدم التحيز أو التمييز لجنس أو موطن أو ثقافة أو إعاقة.
9- تركيب المحتوى تركيبًا سيكولوجيًا ومنطقيًا حسب مقتضيات البناء.
وبعد كل هذه الإجراءات لابد من تجريب النتائج والتأكد من الأهداف المرجوة، ويكون التطبيق على نطاق ضيق حيث يمكن التطبيق بشكل جيد ويكون بمنزلة تقويم يُستفاد من نتائجه في تعديل مواطن الضعف والقوة في ذلك (الحسين، 2017).
دواعي تطوير الكتاب المدرسي:
يطالب الكثير من قادات التطوير من المربين في المناهج وطرق التدريس أو المهتمين من أبناء المجتمع المحلي، بضرورة تطوير الكتب المدرسية من وقت لآخر، وذلك في ضوء التطوير والتحسين للمعرفة التربوية والنفسية وبناء حاجات المجتمع المحلي المتجددة، وتلبيه حاجات المتعلمين المختلفة من وقت لآخر؛ وحتى يتم تطوير المناهج المدرسية للأفضل فلابد من القيام بعملية تقويم شاملةٍ للمناهج الحالية، وتحديد جوانب الضعف فيه، التي يعاني منها، وتعميم ذلك على المعلمين والإدارات المدرسية وذلك لإقناعهم بضرورة التطوير التي أصبحت لا تلبي الكثير من المطالب، ومتى ما تم توفير نوع من القناعة للمتعلمين للمناهج الحالية وتشخيص نقاط الضعف، تبدأ هنا عملية تشكيل اللجان المتخصصة وذلك لتصميم منهج مدرسي جديد، يتم فيها صياغة الأهداف المرجوة، وتحديد المحتوى المناسب ووضع الأنشطة الملائمة للمحتوى، واختيار إستراتيجيات تفاعلية لفهم المحتوى، واختيار طرق تدريس تساعد على فهم الدروس وتسهيل فهمها ووسائل التقويم السليمة لقياس مدى ما تحقق من أهداف، وكل ذلك يصب في عملية مهمة للغاية، وهي تقويم المنهج المدرسي ذاته، وهذا ما يجعلها عملية مبررة من أساسها بدرجة عالية (سعادة، العميري، 2019).
الاتجاهات الحديثة في إعداد الكتب المدرسية:
أبرز الاتجاهات الحديثة للكتاب المدرسي من واقع الدول العربية والإسلامية بنسب متفاوتة حيث أن أبرز ملامح الكتاب المدرسي السائد الآن من خلال نظر الباحثة تمثل ما يلي:
1. التركيز على أدنى مستويات المعرفة من الناحية العقلية.
2. التركيز على النواحي النظرية دون التطبيقية، وغلبة الطابع النظري وحشو عقول المتعلمين بمعلومات يحفظونها ويتعلمونها دون أن يكون لها أثر سلوكي في الحياة اليومية المستقبلية.
3. التركيز على الحاضر دون ربطه بالمستقبل المنظور.
4. التركيز على دور المعلم فهو ناقل لمحتويات الكتاب المدرسي.
5. التركيز على المواد التي تقف في مراحل معينة.
6. التركيز في التقويم على الاختبارات التحصيلية مع عدم الالتفات إلى البحوث وأوراق العمل والخلاصات والأدلة.
7. التركيز في الأنشطة التعليمية من الناحية الورقية المرتبطة بالكتاب المدرسي.
8. ضعف المجال التقني المتمثل في الحاسب الآلي المرتبط بالكتاب المدرسي.
9. عدم توظيف مهارات التفكير العليا وحل المشكلات.
10. عدم التركيز على الأسس العلمية لانتقاء المحتويات التعليمية العلمية لتنظيم المناهج أو حذفها، وهذا أدى إلى إخفاق الكتاب المدرسي في مواجهة التحديات الحديثة، وذلك لأن أغلب المحاولات في بناء المناهج هي تضخيم للموضوعات والمواد الدراسية وازدحامها.
معايير ومواصفات الكتاب المدرسي الجيد في ضوء المعايير المعاصرة:
مع الاتجاهات المتسارعة والتطور التقني والزيادة في أعداد المتعلمين والمعلمين والضغوطات المجتمعية على الكتب المدرسية حتى تكون أوعية صالحة مواكبة للتطورات السريعة، وجب الإشارة إلى قضية جودة المعايير في صنع الكتاب المدرسي، والحقيقة أن في المملكة العربية السعودية هيـئتين الأولى الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي حيث إنها تركز على التعليم الجامعي، والثانية هيئة تقويم التعليم تركز على التعليم العام، وكلٌّ منهما يقدم قائمة معيارية لجودة وتحسين الممارسات وتطويرها، حيث يأتي الكتاب في المعيار الرابع: التعلم والتعليم، والمعيار السادس مصادر التعلم في التعليم الجامعي (الحسين، 2017).
حيث إن معايير الكتاب المدرسي الجيد تتمثل فيما يلي:
1. مقدمة الكتاب توضح للمتعلم أهداف محتوى المادة التعليمية.
2. يحقق أهداف المنهج الشاملة لجميع جوانب التعليم.
3. يشير انسجامه مع مضامين الفلسفة التربوية في النظام التعليمي.
4. يتماشى مع العادات والتقاليد والتراث الثقافي للمجتمع.
5. التنويع في الكشف عن ميولات المتعلمين وحاجاتهم والعمل على إشباعها.
6. أن يكون مضمون الكتاب المدرسي مسايرًا لمستحدث العصر في التكنولوجيا والعلم.
7. أن تكون العلاقة واضحة بين محتوى الكتاب وتنظيمه وملائمة لمستوى المتعلمين.
8. أن يراعي الوضوح والتنوع في محتوياته.
9. أن يراعي التسلسل والترابط في محتوى المادة الواحدة وتكاملها مع المواد الأخرى.
10. أن يراعي الاهتمام بأساليب التقويم.
11. أن يراعي إخراج الكتاب على درجة عالية من الجودة وفق المعايير المعاصرة.
12. أن يعزز مجالات الأنشطة الصفية واللاصفية وذلك لإثارة دافعية المتعلم.
13. أن تكون مادة الكتاب موزعة على العام الدراسي ومتناسبة معه، وتمتاز بالمرونة والحيوية.
14. إشارة المتعلمين إلى المقدمة ومحتويات الفهرس، حيث تعطي للمتعلم تصورًا عامًا عن الأهداف والمادة الدراسية والموضوعات التي يتضمنها الكتاب.
15. أن يحتوي على المصادر والمراجع ليتمكن المتعلم من الرجوع إليها ما اقتضت الحاجة لذلك (عبد القادر، 2019).
المبحث الثالث: الدراسات الإسلامية:
مفهوم الدراسات الإسلامية:
يطلق على فروع الدراسات الإسلامية "التربية الإسلامية" أو "العلوم الشرعية"، فالتربية الإسلامية تصف الغاية من تدريس العلوم الشرعية من مواد دراسية كالقرآن والتجويد والتوحيد والفقه والحديث وهي النتشة المستمرة للمتعلم في بناء أول عقدية وأخلاقية وسلوكية تضمنتها آيات القرآن الكريم والسنة المطهرة، أما مسمى الدراسات الإسلامية فتعني مجموعة الموضوعات التي تدرس في الكتب المدرسية، فالعلاقة الجزء بالكل فالعلوم الشرعية أوسع واختيرت منها موضوعات في الكتب المدرسية والمقررات الدراسية بهدف التربية الإسلامية. وحالياً يضم الكتاب المدرسي فروع العلوم الشرعية من تفسير وتوحيد وفقه وحديث في كتاب واحد يسمى الدراسات الإسلامية، وتدرس فروعه بالتبادل بينها خلال الأسبوع الواحد بما يتضمن تغطيتها جميعاً وفق خطة محددة.
وقد عرف الدراسات الإسلامية الخليفة وشبلاق (2015)"المواد أو العلوم الشرعية المضمنة في المناهج الدراسية، والتي يعمل الطلاب على دراستها في المراحل الدراسية المختلفة، من خلال فروعها المتعددة مثل: القرآن الكريم وتفسيره، والحديث الشريف، والتوحيد، والفقه، والتهذيب، والسيرة النبوية" (ص.14).
أهمية الدراسات الإسلامية:
تزداد ضرورة تدريس مواد الدراسات الإسلامية بفروعها المختلفة في عصرنا الحالي، وهو عصر الانفجار المعرفي والتوجهات الحديثة في الأدب التربوي والعلوم التقنية، ولما للدراسات الإسلامية من أهمية تجعلها صالحة لكل هذه المتغيرات، فهي تمتاز بأنها تعمل على تنظيم علاقة الإنسان بنفسه أولًا ثم مع مجتمعة ثانيًا وتزرع فيه الاستقامة والاعتدال وروح المسؤولية والمبادأة حتى يتسلح بالعلم الشرعي والقيم الإسلامية.
فالدراسات الإسلامية تكتسب أهميتها من أنها:
1. تربي أخلاق وضمائر الناشئة وتعمل على إسعادهم وتطهير نفوسهم.
2. تبين للفرد القواعد العقدية والمبادئ الإسلامية والأحكام الشرعية التي تحكم السلوك وعلاقته مع خالقه.
3. تربي الفرد على الوسطية والاعتدال في حياة العصر التي تميزت بالناحية المادية الذي أدى ذلك إلى الخواء الفكري والروحي.
4. تربية أفراد المجتمع على التفكير الناقد في مواجهة التيارات الفكرية الوافدة من خلال التوعية والتحصين.
5. التركيز على الوازع الديني وتقويته وذلك للحد من الانحرافات المجتمعية وانتشار الجرائم.
6. غرس القيم الإسلامية للتربية السليمة للفرد ليواكب التقدم الحضاري بما يتوافق مع ضوابط الأخلاق النابعة من ديننا الحنيف (الخليفة، هاشم، 2015).
أهداف الدراسات الإسلامية:
يعدُّ تحديد الأهداف الخطوة الأولى والأساس في بناء مقرر الدراسات الإسلامية؛ إذ في ضوئها يُختار المحتوى ويُنظَّم، وتتحدد الأنشطة، وأساليب التقويم.
إذ تستمد من الأهداف العامة للتربية التي يتبناها المجتمع المسلم، ومصدرها الكتاب والسنة؛ لتلبية حاجات الفرد المسلم والعمل على تنميته بما يتماشى مع أحواله وضرورياته .
ثم تندرج من العموم إلى الخصوص وتحديد الغرض الذي يتطلب زمناً قصيراً منها وهي ما تسمى بالأهداف التعليمية التي ترتبط بمقرر دراسي لتوضيح ما يجب ان يتعلمه المتعلم من الكتاب المدرسي(الخليفة وهاشم ،2015).
ترسيخ المواطنة في نفوس الأفراد حتى يعمل دائمًا على صون الأمجاد وعزتها وكرامتها ويؤمن بالتعايش السلمي وينبذ التفرقة العنصرية، مستشعرًا بذلك معنى المساواة بين الناس.
الأهداف الخاصة للدراسات الإسلامية:
1. تربية المتعلمين وغرس العقيدة الدينية في نفوسهم ومراقبة الله عز وجل في السر والعلن.
2. تنشئتهم منذ الصغر على الفضائل والأخلاق القويمة حتى يسير ذلك طبعًا راسخًا في نفوسهم.
3. تبصير المتعلم بشمولية الدين الإسلامي وأنه صالح لكل مكان وزمان، ما يقوي الاعتزاز بدينهم وتمسكهم بعقيدتهم.
4. تزويد المتعلمين بالأحكام الإسلامية المستمدة من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وسير الأنبياء والتابعين الصالحين ليميزوا بين الحلال والحرام.
5. غرس وصلهم بالقرآن الكريم في نفوس المتعلمين، وقدرتهم على التلاوة والحفظ الصحيح، والتبصير بما اشتمل عليه من دلائل وصفات ربانية.
6. وصلهم بالأحاديث النبوية الشريفة، والتذوق في مطالعتها وممارستها أدبيًا وسلوكيًا وحفظ أكبر قدر منها.
7. تربية المتعلمين على التماس محبة الرسول r والاقتداء به في سيرته وسير من تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
8. غرس حب الوطن في نفوس المتعلمين وتحقيق القوة والوحدة المتكاملة.
9. تنمية قدرة المتعلمين على العمل وكره الكسل وتقوية ثقتهم بأنفسهم والانتفاع بمنجزات العصر الحديث بما لا يتعارض مع الإسلام.
10. الكشف عن الموهوبين ورعايتهم وتنمية قدراتهم بما يخدم الأمة الإسلامية (سمك، 1997).
الوسائل التعليمية لكتاب الدراسات الإسلامية:
تسعى العملية التعليمية إلى تزويد المتعلمين بأ كبر قدر من المعلومات والمعارف بما يشبع حاجات ورغبات المتعلم؛ لأنه محور العملية التربوية، وهذا ما تسعى إليه المؤسسات التعليمية في تعديل وتطوير الأداء التدريسي بما يخدم العملية التعليمية في تحقيق الأهداف، والمهم أن ندرك الوسيلة كمفهوم، فهي من الأدوات الرئيسية بما تثري المواقف وتطور الفكر التربوي، لاسيما في التسارع في كل جديد في الوسائل في عصرنا الحالي من تطورات صناعية في المعدات والاتصالات والأجهزة بمواصفات عالمية ذات تقنيات رائعة في التعليم تختصر الجهد والوقت، وهي عنصر مساعد ولا تلغي دور المعلم الأساسي في التعليم والتعلم وتوظيفها واستغلالها بطرية جيدة، ولما لها من أدوار كبيرة في نجاح العملية التعليمية، ولاسيما في تدريس الدراسات الإسلامية التي يُعاب على معلميها قلة الاستخدام، ويرجع ذلك لعدة أسباب منها:
1- الأسباب الدينية:
2- لدى بعض المعلمين اعتقاد أن استخدام الوسائل التعليمية أمر غير مرغوب به، ولا نستطيع أن نعمم ذلك، حيث هناك وسائل كثيرة لا غبار عليها في الشريعة الإسلامية، كما استعان الرسول r بالتخطيط والرسم.
3- الأسباب التربوية:
4- قلة الخبرة في استخدام الوسائل التربوية وعدة استخدامها والدراية الكافة نتيجة لضعف التأهيل والإعداد التربوي، ولما لمسنا من التقدم في التقنية الرقمية ووسائل التعلم المختلفة الجديدة والمطورة، الذي أدى إلى أن عددًا كبيرًا من طالبات وطلاب الدراسات الإسلامية يجيدون التعامل السليم مع مستجدات العصر في المجال التقني الحديث.
5- الأسباب الواقعية:
6- ضعف الإمكانات الاقتصادية والمادية يؤدي إلى صعوبة استخدامها وخصوصًا إذا كانت في الأمور العقائدية والغيبية كالجنة والنار، إلا أن بعض فروع المواد الدينية كالفقه قابل لاستخدام الوسائل في أغلب الموضوعات، والآيات الكونية، والظواهر الطبيعية (الخليفة، هاشم، 2015).
أساليب تقويم كتاب الدراسات الإسلامية:
الكتاب المدرسي من العناصر المهمة في العملية التعليمية، ويعد تقويم الكتب من المكونات المهمة والأخيرة في مناهج الدراسات الإسلامية، وهي أداة جيدة في يد المتعلم والمعلم، ويُمكّن التقويم هنا من تحديد جودة الكتب من حيث التعرف على مواطن القوة فيها وتعزيزها وتحديد مواطن الخلل وإدخال التعديلات وإصلاحها؛ وينبغي التنبيه على المعلم أن عملية التقويم ليست فقط عند إتمام التدريس، أو اختبار المتعلمين مرة واحدة، وإنما هو عملية مستمرة ومتتابعة، حيث يمر بعدة مراحل قبلية، وفي أثناء التنفيذ، وعملية بعدية في نهاية الفصل الدراسي، وعادة ما يتم بواسطة الامتحانات التحريرية والشفوية، وتضاف إليه الاستبانات والمقابلات الشخصية والملاحظة والتقارير (الزدجالي، 1995).
ولكي يحقق التقويم أهدافه، ينبغي على معلم الدراسات الإسلامية أن يراعي الشروط التالية:
1. أن يرتبط التقويم بأهداف منهج الدراسات الإسلامية ويدور في إطارها.
2. أن يكون التقويم متنوعًا، في أدواته ووسائله المستخدمة.
3. أن يكون شاملًا لكل الأهداف ومستوياتها ومستوفية جميع جوانب المتعلم.
4. أن يكون مستمرًا للعمليات التعليمية منذ البداية إلى النهاية.
5. أن يكون اقتصاديًا في الوقت والجهد والتكلفة.
6. أن يكون تعاونيًا مشتركًا بين المعلم وزملائه، والمعلم والمتعلم.
7. أن يكون إنسانيًا يهدف لمساعدة المتعلمين في تحقيق ذواتهم ونموهم من جميع الجوانب ولا يحد من حريتهم ونشاطهم.
8. أن يكون علميًا، بما تتوافر فيه صفات الثبات والصدق والموضوعية غير متأثرة بشخصية المعلم وحالته النفسية.
1. ولا يتم هذا التطور المستمر إلا بأساليب تقويمية، وقد توجد أساليب عديدة ومتنوعة فنقتصر على أهم أساليب التقويم وأكثرها فائدة لمعلم الدراسات الإسلامية:
2. توزيع الاستبيانات على المختصين والمعلمين لاستطلاع الرأي في كتب الدراسات الإسلامية وما يرونه مناسبًا من إضافة أو تعديل أو حذف.
3. لما يقوم به المتخصصون بوزارة التعليم من تدقيق لمحتوى الكتاب المدرسي، وتوثيق ما ورد به من معلومات، ولهذا كان تعاد طباعة الكتب.
4. الملاحظة عن طريق الجولات الميدانية التي يقوم بها أعضاء المناهج لمعرفة الصعوبات التي تعترض تنفيذ المناهج خلال المواقف التعليمية والمواقف السلوكية الفردية أو الجماعية.
5. الاختبارات وهي من أكثر أساليب التقويم انتشارًا في جميع مراحل التقويم المختلفة، وهي إما أن تكون اختبارات شفهية أو اختبارات تحريرية.
6. المقابلات الشخصية وتعرف بالتفاعل اللفظي، وتكون بين شخص أو أكثر، بغية الحصول على معلومات المتعلم في تحقيق الأهداف المحددة (الزدجالي، 1995).
1. شكل الكتاب وإخراجه الطباعي:
2. أن يكون حجمه مناسبًا.
3. أن يكون الورق جيدًا.
4. أن تكون الطباعة متقنة.
5. أن يكون خاليًا من الأخطاء المطبعية واللغوية.
6. أن يكون الغلاف متينًا لا يتلف بسهولة.
7. أن يكون حجم الكتابة في الحروف مناسبًا لسن المتعلم.
8. أن تتناسب كثافة المادة العلمية بمسافة كافية بين الأسطر.
9. أن يشتمل على مقدمة تُعرف به موجهة (للمعلم، والمتعلم، ولولي الأمر).
10. أن يساعد فهرس الكتاب المتعلم في الوصول للمعلومة بيسر وسهولة.
11. أن توثق الآيات الكريمة والأحاديث المستشهدة.
12. أن يشمل على قائمة بالمصادر والمراجع المستخدمة.
مشروع تطوير كتب الدراسات الإسلامية للمرحلة المتوسطة في المملكة العربية السعودية:
من أهم أهداف تطوير المشروع الشامل للمناهج التربوية في المملكة العربية السعودية هي تطوير العمليات التربوية من خلال بناء منظومة تعليمية وتربوية متجددة وحديثة ببناء المناهج الدراسية، حيث إنها هي المحور الأساسي، حيث يُعد المتعلم جزءًا أساسيًا في ذلك، وليس المعلم أو المادة الدراسية فقط.
وهذا ما تسعى إليه وزارة التعليم في ظل التسارع المعلوماتي، وإلى إحداث نقلية في نوعية التعليم وإجراء التعديلات والتحسينات لمواكبة التطورات المحلية والعالمية؛ لخدمة الفرد والمجتمع والمؤسسات؛ في مراحل التعليم العام، وحتى يكون التطوير عمليًا وفعالًا لابد من إيرادهما في محورين اثنين خاص وعام، وأن نحدد الأسس التي نراعيها عند بناء وتطوير كتب الدراسات الإسلامية، والمحور الثاني نتناول الطابع العام الذي يشمل البيئة المحيطة بتدريس الدراسات الإسلامية، ومحاولة تطوير النظرة من جميع جوانب الحياة.
رؤية مستقبلية لتقويم كتب الدراسات الإسلامية:
لا يقتصر علم التقويم على تحديد نقاط القوة وتعزيزها ونقاط الضعف ومعالجتها فقط، بل يضع حلول ورؤية مستقبلية متكاملة الأهداف بشكل دقيق، ويشهد القرن الحالي تحركات سريعة ونشطة بسبب الأنفتاح المعرفي ومالها من أثر في مجال تطوير المناهج الدراسية مما يجعل المختصين والتربويين يتسارعون في الكشف عن الاتجاهات الجديدة في تطوير العملية التعليمية وإصلاحها.
ووضح كثير من المهتمين بالتقويم والباحثين بالرؤية المستقبلية كما ذكره كلا من (سعادة والعميري،2019،ص 661)من خلال التالي :
1. ضرورة التقدير والاحترام على مستوى العالم لعملية التقويم والتي تخطت كل حدود مجال المهنة فأصبحت ذات صدى واسعةِ الانتشار،عن طريق توعية الآخرين بعملية التقويم وأهميتها ومساعدة كل من له توكيل في هذه العملية أو عن طريق غرس أهداف التقويم ومراحله المختلفة.
2. ضرورة مواصلة الاستخدام البناء والايجابي لجميع الطرق المتعددة،والنماذج والمواقع الإلكترونية من أجل أغراض التقويم المختلفة.
3. ضرورة زيادة استخدام ما وراء التقويم وممارساته المتعددة،إذ لابد من مراجعة العمليات التقويمية من وقت لآخر،وكذلك بالنسبة للأشخاص فإن عليهم التعلم من عمليات التقويم التي يمرون به والاستفادة من تقويمات وأعمال الاخرين.
وأضاف الخليفة وهاشم (2015) أن:
1. النظرة الإيجابية والشاملة إلى الدراسات الإسلامية، وأنه يشمل الإيمان والخلق والعلم والعمل الصالح وهذه الأركان مهمة جدًا؛ فالإيمان دون علم ولا خلق ولا عمل ليس له معنى.
2. أن نأخذ بمبدأ التنمية المستدامة في تدريس الدراسات الإسلامية، وهي أسلوب حياة منذ الولادة إلى الموت؛ ولذلك تكثف تدريسها في كل المراحل إلى الجامعات ولا تهمل، لأن التساهل في ذلك ليس من مصلحة الأمة في شيء.
3. أن تمارس الدراسات الإسلامية سلوكًا أكثر من التركيز على الإلقاء والحفظ والتلقين؛ فالمتعلم لابد أن تعزز فيه جوانب التأمل في الكون ومشاهدة جمال الطبيعة وما فيها من آيات ومعجزات تصل به إلى فكر ثاقب ونقاء الفطرة السليمة في إدراك عظمة الخالق سبحانه وتعالى، وأن يدرك ما في فعل الخير ويدرب على الخدمات الإنسانية والاجتماعية في المدرسة، وأن يُربى على الاستدامة في عباداته المفروضة حتى يستمر على السلوك السليم السوي.
4. أن ينشأ المتعلم في بيئة صالحة محافظة على الشرائع الدينية القويمة ومتخلّقة بالأخلاق الإسلامية، يعيش في بيئة خالية من المنكرات.
5. أن تثار العاطفة الدينية التي لا تخلو منها النفس البشرية ولا تتحول ولا تفنى، فهي تنمو وتتغذى بالزاد الديني، وتخبو إذا قل الغذاء.
6. أن يرتبط الدين بالحياة؛ حيث أوجد الله الحياة لتكون مجالًا لتطبيق المبادئ وتنفيذ الشرائع، حيث ديننا صالح لكل زمان ومكان لمرونته وتجدده بالاجتهاد والقياس إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ومن الملاحظ لذلك ؛ أن تلك الرؤية المستقبلية توضح حقائق للمتعلم وضروريتها في الحياة،ومدى تأثيرها الفاعل في التطور والارتقاء بحيث يعيش المتعلم مع الإسلام وهو مقتنع بحاجته إليه يحترمه في نفسه ويقدسه.وبهذا يكون تدريس الدراسات الإسلامية قد حققت أهدافها ودورها في تربية النشء المسلم على أكمل وجه لتوحيد كلمتنا لخدمة أمتنا الإسلامية التي وصفها الله تعالى بالخيرية (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ).(آل عمران،الآية:110).
الدراسات السابقة:
هدفت دراسة القحطاني والأسمري (2020) إلى تقويم محتوى منهج المرحلة المتوسطة في ضوء متطلبات المشروع الشامل لتطوير المناهج الدراسية واستخدم الباحثان المنهج الوصفي التحليلي لتحقيق أهداف البحث، حيث أعد استبانة تتضمن قائمة بمتطلبات الشكل البنائي لمحتوى منهج الحديث، كما أعد بطاقة تحليل محتوى تتضمن قائمة بمتطلبات المكون الداخلي لمحتوى منهج الحديث، وقد شمل التحليل كتب الطالب والنشاط لمحتوى مقرر الحديث بالمرحلة المتوسطة، وتوصلت نتائج البحث إلى توافر متطلبات الشكل البنائي لمحتوى منهج الحديث بنسب تنحصر ضمن فئة المتوسط الثالثة (2,50 إلى 3,24)، حيث كان الأعلى تحقيقا للمعايير هو (توظيف محتوى الحديث للغة السليمة والأدوات التعليمية المساعدة)، والأدنى تحقيقا هو (تنظيم محتوى منهج الحديث)، كما توصلت النتائج إلى توافر متطلبات المكون الداخلي (الرئيسة) بنسب متفاوتة، حيث كانت الأعلى تحقيقا (المتطلبات العقدية) بنسبة 31% والأدنى تحقيقا (المتطلبات الوطنية) بنسبة 4%، وفي ضوء ما تم التوصل إليه من نتائج قدم الباحثان توصية بالعمل على تحسين متطلبات الشكل البنائي لمحتوى منهج الحديث بالمرحلة المتوسطة المنخفضة، والعمل على إجراء مراجعة لمتطلبات المكون الداخلي لمحتوى منهج الحديث بالمرحلة المتوسطة، كما تم وضع جملة من المقترحات.
كما أجرى البطوش (2016)، دراسة هدفت إلى معرفة "مدى توافر معايير جودة كتاب التربية الإسلامية للصف الثالث من المرحلة الأساسية الدنيا من وجهة نظر معلمات الصف في محافظة الكرك"، وقد استخدمت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي، حيث تبنت أداة سابقة (استبانة) مكونة من خمسة أبعاد (89) فقرة تم استعمالها، ووظفت هذه الأداة بعد التأكد من صدقها وثباتها في تقويم كتاب التربية الإسلامية المقرر لطلبة الصف الثالث الأساسي، وتكون مجتمع الدراسة من (202) معلمة من معلمات الصف موزعة على (49) مدرسة أساسية، حيث استخدمت عينة مكونة من (120) معلمة من معلمات الصف في مدارس مديرية التربية والتعليم للواء المزار الجنوبي/ محافظة الكرك، وذلك في العام الدراسي 2016 /2017م، وقد دلت نتائج هذه الدراسة على أن مجالات (الشكل العام والإخراج الفني، والمحتوى، والتقويم) قد حصلت على متوسط حسابي أعلى من درجة (80%) لانطباقها على معايير الجودة لكتاب التربية الإسلامية لطلبة الصف الثالث الأساسي، في حين جاءت مدى توافر مجالي (الصور والرسومات ولغة الكتاب وأسلوب عرضه) أقل من النسبة التربوية المقبولة لتمثيل الجودة في كتاب التربية الإسلامية، وخلصت الباحثة إلى توصيات أهمها: تطوير كتب التربية الإسلامية بما يتفق مع جودة معايير الكتاب، وإجراء دراسات مشابهة لمحتويات أخرى من التربية الإسلامية وزيادة الحصص الدراسية لمادة التربية الإسلامية.
وهدفت دراسة الغريبي (2018)، إلى "تقويم كتب العلوم الإسلامية المطورة بالمعاهد الإسلامية في ضوء معايير الجودة من وجهة نظر المعلمين واتجاهات الطلبة نحو المادة"، وقد قام الباحث ببناء أداتين الأولى استبانة تضمنت (74) معيارًا موزعًا على أربع مجالات هي: الإخراج الفني للكتاب، والمادة العلمية، وطريقة عرض المادة العلمية، وأساليب التقويم، وقد تم التأكد من صدقها بعرضها على مجموعة من المحكمين بلغ عددهم (12) محكمًا، وللتأكد من ثباتها قام الباحث بتطبيقها على (19) معلمًا، وبلغ ثباتها الكلي (0,94)، والأداة الثانية مقياس اتجاهات يحتوى على (25) معيارًا، موزعًا على ثلاثة مجالات هي (اتجاهات الطلاب نحو الاستمتاع بالمادة، واتجاهات الطلاب نحو مضمون المادة، واتجاهات الطلاب نحو أهمية المادة)، وقد تم التأكد من صدقة بعرضه على مجموعة من المحكمين بلغ عددهم (12) محكمًا، وللتأكد من ثباته قام الباحث بتطبيقه على عينة الدراسة البالغ عددهم (408)، وبلغ ثباته الكلي (0,87)، وأسفرت الدراسة عن مجموعة من النتائج أهمها: 1- أن كتب العلوم الإسلامية (2) في الصفوف الثلاثة حصلت على درجة جودة كبيرة من وجهة نظر المعلمين، 2-أن مجالات الاستبانة جاءت بدرجة جودة كبيرة في الكتب الثلاثة إلا مجال طريقة عرض المادة العلمية جاء بدرجة جودة متوسطة في كتابي الصفين العاشر والحادي عشر، 3- أن اتجاهات طلاب معاهد العلوم الإسلامية (2) جاءت بدرجة (موافق) في الصفوف الثلاثة.
كما أجرى كبها (2019)، دراسة هدفت إلى التعرف إلى "تقويم كتب التربية الإسلامية لصفوف المرحلة الابتدائية من وجهة نظر معلميها ومعلماتها"، وتمَّ استخدام المنهج الوصفي المسحي لتحقيق أهداف الدراسة، وتكوَّنت عينة الدراسة من (131) معلمًا ومعلمة يدرسون التربية الإسلامية للمرحلة الابتدائية في المدارس العربية في فلسطين المحتلة عام 48، واستخدم الباحثان استبيانًا اشتمل على المعايير الواجب توافرها في كتب التربية الإسلامية للمرحلة الابتدائية، وأظهرت النتائج أن مستوى توافر معايير كتب التربية الإسلامية من وجهة نظر المعلمين كان (مرتفعًا)، حيث جاء بُعدا المحتوى والمادة العلمية في المرتبة الأولى، تلاه بُعد التقويم وأنواعه، ثمَّ بُعد النتاجات التعليمية (الأهداف) وجميعها جاءت بمستوى مرتفع، وفي المرتبة الرابعة جاء بُعد شكل الكتاب وطريقة إخراجه وبمستوى متوسط، وفي المرتبة الأخيرة جاء بُعدا معايير مقدمة الكتاب، والإستراتيجيات والطرائق التدريسية والوسائل والأنشطة وبمستوى متوسط لكل منهما، كما أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائيًا عند (α ≤ 0.05) في تقديرات المعلمين لمعايير كتب التربية الإسلامية لصفوف المرحلة الابتدائية تُعزى لمتغير (الجنس) لصالح الإناث، وعدم وجود فروق دالة إحصائيًا عند (α ≤ 0.05) في تقديرات المعلمين تبعًا لمتغيرات (المؤهل العلمي، وسنوات الخبرة)، وفي ضوء نتائج الدراسة يوصي الباحثان بضرورة اهتمام مطوري الكتب بالمقدمة وصياغتها بشكل واضح وتثير دافعية الطالب، وباستخدام إستراتيجيات وطرائق تدريس حديثة، والتنويع بالوسائل والأنشطة المتضمنة في كتب التربية الإسلامية للمرحلة الابتدائية.
منهج الدراسة:
لتحقيق أهداف الدراسة الميدانية، اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي.
أدوات الدراسة:
اعتمدت هذه الدراسة الوصفية - لتحقيق أهدافها الميدانية - على أداتين:
- "تحليل محتوى" كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط، وذلك لتعرف مدى توفر المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي (من حيث المعايير الخاصة بـ: المقدمة، والأهداف، والمحتوى، والأنشطة، والتقويم، وتصميم الكتاب وإخراجه) في هذا الكتاب.
1) بناء الأداة:
تم بناء أداة (بطاقة تحليل المحتوى) اعتماداً على المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي وقد تم بناء وتصميم الأداة بحيث تحتوي على الست معايير والتي يندرج تحت كل معيار عدة مؤشرات.
إجراءات التحليل:
التزمت الباحثة بالإجراءات التالية عند تحليل كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط.
تحديد فئة التحليل:
هي عبارة عن جملة أو عبارة تتضمن الفكرة التي يدور حولها موضوع التحليل، اتخذت الجملة كوحدة للتحليل لأنها تناسب طبيعة الدراسة الحالية.
تحديد وحدة التعداد:
تم استخدام التكرار كوحدة للتعداد، فعند ظهور فقرة تشير الى المعايير يعطى تكرار(/) وذلك في خانه التكرارات وتسجيلها في جداول خاصة.
تحديد عينة التحليل:
تتمثل عينة التحليل في ستة محاور رئيسية وهي: المقدمة، الأهداف، المحتوى، الأنشطة، التقويم، تصميم الكتاب وإخراجه التي يتضمنها كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط للعام الدراسي 2022.
قواعد للحكم على وحدة التحليل:
اذا وجد المحلل معيار أو أكثر في نفس وحدة التحليل، فيجب تسجيل المعايير كلها التي وجدها.-
اعتبار الجملة وحدة للسياق الذي به يتم عد التكرارات.-
قراءة كل جملة قراءة جيدة ليتضح معناها. -
صدق أداة التحليل:
تم حساب صدق أداة التحليل باستخدام الصدق الظاهري حيث تم عرضها على احدى عشر محكم من المختصين في مجال التربية للحكم عليها من حيث مدى الوضوح للمعايير والمؤشرات، وعن مدى إمكانية تطبيقها اجرائيا على الكتاب المدرسي، وتم اجراء الملاحظات عليها وفقا لملاحظاتهم والتي تمثلت في إعادة الصياغة لبعض العبارات لتكون أكثر يسرا وسهولة في عملية التحليل وتحقق جدواها.
ثبات التحليل:
تم حساب معامل ثبات التحليل بطريقة الثبات عبر الزمن، من خلال تحليل محتوى كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط من حيث المقدمة، الأهداف، المحتوى، الأنشطة، التقويم، تصميم الكتاب وإخراجه. ولاختبار استمارة تحليل المحتوى قامت الباحثة مع زميلة لها بتحليل (12) درسًا؛ أي بنسبة (10%) تقريبًا من إجمالي عدد دروس كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط (الفصل الدراسي الأول)، ومن خلال معادلة هولستى، وقد بلغ معامل الثبات (97) وتشير هذه النتيجة إلى معامل ثبات عالٍ جدًّا، ومن ثم يمكن الاطمئنان إلى ثبات التحليل بوجه عام.
نتائج التحليل:
النتائج الإجمالية لتحليل المحتوى حول تحديد درجة تضمين المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي في كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط.
المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي |
تحليل المحتوى |
|
الوزن |
الدرجة |
|
1- المعايير الخاصة بالمقدمة. |
55.6 |
قليلة |
2- المعايير الخاصة بالأهداف. |
77.8 |
متوسطة |
3- المعايير الخاصة بالمحتوى. |
100 |
كبيرة |
4- المعايير الخاصة بالأنشطة. |
90 |
كبيرة |
5- المعايير الخاصة بالتقويم. |
70 |
متوسطة |
6- المعايير الفنية الخاصة بتصميم الكتاب وإخراجه. |
71.4 |
متوسطة |
جدول (2)
نتائج تحليل المحتوى |
|
|
|
شكل (1): مدى توفر المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي حسب نتائج تحليل المحتوى. |
|
|
||
ا
النتائج والتوصيات :
هدفت هذه الدراسة إلى تقويم كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط في ضوء المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي وآراء المختصين.
ولتحقيق هذا الهدف، عرض الإطار النظري – في الفصل الثاني – للمباحث الآتية:
- المبحث الأول: التقويم
- المبحث الثاني: الكتاب المدرسي.
- المبحث الثالث: الدراسات الإسلامية.
- المبحث الرابع: الدراسات السابقة.
وفي الفصل الثالث، تم تناول الإجراءات المنهجية للدراسة، من حيث: الاعتماد على المنهج الوصفي، وذلك من خلال استخدام استمارة تحليل محتوى كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط، وتوجيه استبانة للمختصين للكشف عن آرائهم نحو مدى توفر المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي في كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط، وذلك حسب متغيرات: الجنس، والمستجيب، والمنطقة الجغرافية، وسنوات الخبرة.
وقد تألفت استمارة تحليل المحتوى والاستبانة من ستة معايير رئيسة، و(64) معياراً فرعياً كما يلي:
1. المحور الأول: المعايير الخاصة بالمقدمة، واشتمل على (9) عبارات.
2. المحور الثاني: المعايير الخاصة بالأهداف، واشتمل على (9) عبارات.
3. المحور الثالث: المعايير الخاصة بالمحتوى، وتكون من (12) عبارة.
4. المحور الرابع: المعايير الخاصة بالأنشطة، وتكون من (10) عبارات.
5. المحور الخامس: المعايير الخاصة بالتقويم، وتكون من (10) عبارة.
6. المحور السادس: المعايير الفنية الخاصة بتصميم الكتاب وإخراجه، وتكون من (14) عبارة.
وقد تمثلت عينة الدراسة التحليلية في كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط، كما تمثلت عينة الدراسة الميدانية في المختصين بالدراسات الإسلامية من أعضاء هيئة التدريس بقسم المناهج وطرق تدريس الدراسات الإسلامية، ومشرفي ومشرفات ومعلمي ومعلمات الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط. وقد بلغ عدد هذه العينة (230) فرداً.
أهم نتائج الدراسة:
توصلت الدراسة إلى نتائج عدة، يتمثل أهمها فيما يلي:
1) تتوفر المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي - بصورة مجملة - في كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط بدرجة متوسطة.
2) تتمثل أكثر المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي توفراً (وبدرجة كبيرة) في كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط في: المعايير الخاصة بالمحتوى، والمعايير الخاصة بالأنشطة.
3) تتمثل أقل المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي توفراً (وبدرجة قليلة) في كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط في: المعايير الخاصة بالمقدمة، والمعايير الفنية الخاصة بتصميم الكتاب وإخراجه.
4) أوضحت استجابات المختصين على الاستبانة توفر المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي في كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط بدرجة متوسطة، وكانت أقل محاور الاستبانة توفراً هي "المعايير الخاصة بالمقدمة"، بينما كانت "المعايير الفنية الخاصة بتصميم الكتاب وإخراجه" هي أكثر محاور الاستبانة توفراً.
5) توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات استجابات المختصين على إجمالي استبانة الكشف عن مدى توفر المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي في كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط وعلى محاورها الستة الفرعية حسب متغيرات: الجنس، والمستجيب، والمنطقة الجغرافية، في اتجاه كل من: المختصات من عضوات هيئة التدريس ومشرفات ومعلمات الدراسات الإسلامية، ومعلمي ومعلمات الدراسات الإسلامية، والمختصين العاملين في المنطقة الغربية، على التوالي.
6) لا توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات استجابات المختصين على إجمالي استبانة الكشف عن مدى توفر المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي في كتاب الدراسات الإسلامية للصف الثالث المتوسط وعلى محاورها الستة الفرعية حسب متغير سنوات الخبرة.
7) يوجد توافق بين نتائج تحليل المحتوى وبين نتائج تحليل الاستبانة في "المعايير الخاصة بالأهداف، وبالتقويم، وبتصميم الكتاب وإخراجه"، حيث كان توفر تلك المعايير بدرجة متوسطة.
8) يوجد اختلاف بين نتائج تحليل المحتوى وبين نتائج تحليل الاستبانة في محور "المعايير الخاصة بالمقدمة" حيث توفرت هذه المعايير حسب نتائج تحليل المحتوى بدرجة قليلة، وحسب نتائج تحليل الاستبانة بدرجة متوسطة، أما محوري "المعايير الخاصة بالمحتوى، والأنشطة"؛ فتوفرت حسب نتائج تحليل المحتوى بدرجة كبيرة، وحسب نتائج تحليل الاستبانة بدرجة متوسطة.
9) يوجد اختلاف بين ترتيب المعايير المعاصرة للكتاب المدرسي وفق نتائج تحليل المحتوى ونتائج تحليل الاستبانة.
1) أهمية تقويم محتوى الدراسات الإسلامية في مراحل التعليم العام السعودي في ضوء المعايير المعاصرة وذلك للوقوف على نقاط القوة والضعف بغية التحسين والتطوير.
2) الإستفادة من تجارب الدول المتقدمة في توظيف معايير جودة الكتب المدرسية في تطوير نتاجات الدراسات الإسلامية في مراحل التعليم السعودي.
3) تطوير مناهج الدراسات الإسلامية بمراحل التعليم العام السعودي من خلال تبني مشروع وطني على مستوى وزارة التعليم يضم مجموعة من الخبراء لتصميم الكتب الدراسية وفق الموجهات والمبادئ والأنماط التي تخدم التقويم والقياس للمستويات العمرية للمتعلمين.
4) رفع درجة وعي المعلمين والمعلمات بأهمية تطبيق المعايير المعاصرة ونشر فلسفة ثقافة جودة الكتاب المدرسي في الدراسات الإسلامية داخل المؤسسات التعليمية.
5) تطبيق البحوث العلمية المتجددة للتعرف على الفرص والتحديات التي تواجه كتب الدراسات الإسلامية والتعرف على حاجات ورغبات المستفيدين في تطوير كتب الدراسات الإسلامية والعمل على إشباعها وتحقيقها بشكل أفضل من خلال الدراسات المسحية المستمرة.
6) زيادة اهتمام المختصين في المناهج بالتطوير وذلك بإستخدام الأساليب التقويمية الحديثة المعتمدة لجودة المخرجات التعليمية.
7) تبني برامج تقويمية علمية مناسبة مستمرة لتدريب المعلمين وتطوير الكوادر البشرية لمواكبة التطورات والتغيرات والعمل على توفير قيادة مؤهلة مدربة على إدارة التقويم.
قائمة المراجع
أولًا: المراجع العربية:
إبراهيم، أماني عبد العزيز، إبراهيم، شعبان حامد، إسماعيل، سهير محمد، بكري، أيمن عيد، توفيق، هدى حسين، الدسوقي، عيد أبو المعاطي، الشحري، ايمان علي، شوقي، هدى حسين، عباس، محمد مجدي، عبد الحميد، ناصر السيد وعبد اللطيف، تامر علي. (2006). صناعة الكتاب المدرسي. المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية.
إلياس، أسما جرجس، و حمراء، روز. (2015). دراسة تحليلية تقويمية لكتاب الدراسات الاجتماعية للصف الرابع الأساسي في الجمهورية العربية السورية في ضوء المعايير المعاصرة. مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية: جامعة تشرين، مج37، ع2، 181-202. http://search.mandumah.com/Record/1185390
البدر،عبد الرزاق بن محسن.(2009).فقه الأسماء الحسنى،ط2،دار التوحيد.
البستنجي، إياد يوسف. (2020). التربية الاسلامية وأصولها وأساليبها. مجلة العلوم التربوية والنفسية، مج 4 ع 22، ص 165-148. http://search.shamaa.org/FullRecord?ID=279083
البطوش، أحلام محمد سالم .(2016). مدى توافر معايير جودة كتاب التربية الإسلامية للصف الثالث من المرحلة الأساسية من وجهة نظر معلمات الصف في محافظة الكرك. مجلة كلية التربية: جامعة الأزهر،35(171).ص ص 383-422 http://search.shamaa.org/FullRecord?ID=253504.
الجبلي، سوسن شاكر. (2005). أساسيات بناء الاختبارات والمقاييس النفسية والتربوية. دار علاء الدين.
الحارثي،عبد الله محمد .(2022). المعارف التربوية للحصول على الرخصة المهنية للمعلم.دار تكوين.
الحسين،أحمد بن محمد .(2017).صناعة الكتاب المدرسي.مركز الحسين للاستشارات والبحوث والتدريب.
الحصان،أماني محمد.(2017).المدخل التأسيس للمناهج وطرق التدريس-قاعدة تربوية لبوابة التحول للرؤية .مكتبة الرشد.
الحقيل،سليمان عبد الرحمن .(2011).نظام وسياسة التعليم في المملكة العربية السعودية،ط14،الممتاز.
خليفة،حسن جعفر،هاشم،كمال الدين محمد .(2015).فصول في تدريس التربية الإسلامية.مكتبة الرشد.
الخليفة،حسن جعفر.(2017).المنهج المدرسي المعاصر،ط17.مكتبة الرشد.
الخوالدة، ناصر أحمد، والتميمي، إيمان محمد رضا علي. (2013). تقويم كتابي الثقافة الإسلامية للمرحلة الثانوية في ضوء معايير الجودة الشاملة. مجلة المنارة للبحوث والدراسات: جامعة آل البيت - عمادة البحث العلمي، مج 19، ع 1، 215.
الزدجالي، إيمان صديق .(1995). تقويم كتب التربية الإسلامية للمرحلة الثانوية من وجهة نظر المعلمين والطلاب في سلطنة عمان. دار المنظومة.
الزند،وليد خضر؛وعبيدات ،هاني حتمل.(2010).المناهج التعليمة تصميمها تنفيذها تقويمها تطويرها.عالم الكتب الحديثة.
زيتون، حسن حسين. (2008). أصول التقويم والقياس التربوي. الدار الصولتية للتربية.
السر،خالد خميس.(2018). أساسيات المناهج التعليمية.فلسطين.
سعادة، جودت والعميري، فهد علي. (2019). تقويم المناهج. دار المسيرة.
سمك، محمد صالح .(1997). فن التدريس للتربية الدينية وارتباطاتها النفسية وأنماطها السلوكية. دار الفكر.
الطبري،محمد بن جرير. (2012).جامع البيان في تأويل القرآن.دار السلام.
طعيمة، رشدي أحمد .(2008). تحليل المحتوى في العلوم الإنسانية. دار الفكر العربي.
عبد القادر، تيمور. (2019). إنتاج وتوزيع الكتاب المدرسي في الجزائر. جامعة وهران، الجزائر.
عبد الله، عبد الرحمن صالح .(1986). المنهاج الدراسي أسسه وصلته بالنظرية التربوية الإسلامية. مركز الملك فيصل.
عليمات، عبير. (2006). تقويم وتطوير الكتب المدرسية للمرحلة الأساسية. دار الحامد للنشر والتوزيع.
عقل، أنور. (2000). تقويم طلاب الصف الثالث الإعدادي. دار النهضة العربية.
الغريبي، خلف بن عبد الله بن محمد، والسالمي، محسن بن ناصر بن يوسف. (2018). تقويم كتب العلوم الإسلامية المطورة بالمعاهد الإسلامية في ضوء معايير الجودة من وجهة نظر المعلمين واتجاهات الطلبة نحو المادة (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة السلطان قابوس، مسقط.
القحطاني، ثابت بن سعيد آل كحلان، الأسمري علي سعد سعيد آل سحيم. (2020). تقويم محتوى منهج الحديث بالمرحلة المتوسطة في ضوء متطلبات المشروع الشامل لتطوير المناهج المدرسية . مجلة جامعة الملك خالد للعلوم التربوية، 31، (1)،ص ص. 223-270 http://search.shamaa.org/FullRecord?ID=257303
فرحان، وعد عبد الرحيم. (2008). تقويم محتوى عناصر منهاج التربية الرياضية. دار رسلان.
كبها، يحيى حمزة محفوظ (2019). تقويم كتب التربية الإسلامية لصفوف المرحلة الابتدائية في فلسطين المحتلة عام 48. مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية: الجامعة الإسلامية بغزة - شؤون البحث العلمي والدراسات العليا، مج 27، ع1، 751770. .
المالكي، عبد الرحمن عبد الله المالكي.(2015).الاتجاهات التربوية المعاصرة وتطبيقها في تدريس التربية الإسلامية.مكتبة المتنبي.
محمود، حمدي شاكر. (2004). التقويم التربوي للمعلمين والمعلمات. دار الأندلس.
محمود،شوقي حساني.(2014).تطوير المناهج رؤية معاصرة.(ط2).القاهرة:المجموعة العربية للتدريب والنشر.
هيئة تقويم التعليم والتدريب.(2019).الإطار الوطني لمعايير مناهج التعليم العام في المملكة العربية السعودية.تم الاسترجاع 14/12/2022م الساعة10:50ص على الرابط التالي:
https://etec.gov.sa/ar/Pages/default.aspx
الواهبي، محمد بن زامل ، والأكلبي، مفلح دخيل. (2021). تقويم محتوى مقرر التوحيد بالمرحلة الثانوية "نظام المقررات" في ضوء القضايا العقدية المعاصرة. مجلة كلية التربية. جامعة كفر الشيخ، مج 3، ع 103، 445-217.
الوكيل،حلمي أحمد،المفتي ،محمد أمين .(2011).أسس بناء المناهج وتنظيماتها.دار المسيرة.
ثانيًا: المراجع الأجنبية:
Hill, Co. (1973). Carter: dictionary of education. New york: Mc Graaw.
مشاركة عبر
أخر الإضافات
أخر الملخصات المضافة